فوض أولئك المؤمنون المجاهدون أمورهم لربهم ، أعطاهم من الجزاء أربعة معان : النعمة ، والفضل ، وصرف السوء ، واتباع الرضى الإلهي ، والله صاحب الفضل العظيم.
إنما ذلكم الشيطان وهو نعيم بن مسعود المثبّط للمسلمين قبل إسلامه ، أو هو إبليس يخوفكم ـ أيها المؤمنون ـ أنصاره وهم المنافقون وقريش ومن معهم من صناديد الكفار ، فلا تخافوهم وخافوني باتباع أمري وجاهدوا مع رسولي إن كنتم مؤمنين حقا.
ومجمل القول : إن المؤمن القوي لا يكون جبانا ، وإن الشهداء أحياء بعد قتلهم حياة غيبية خاصة ، ورزقهم في الدنيا من الجنة ، والخوف يجب أن يكون من الله فقط لا من الأعداء ، وعلى المؤمن أن يثق بتأييد الله وعونه ونصره ، ويتخطى كل أسباب الخوف من غير الله.
استبعاد الخوف من الأعداء
الخوف غريزة في البشر ، وتزداد المخاوف حين لقاء الأعداء في المعارك ، ولكن الإيمان بالله يلقي في النفس الطمأنينة ، ويقوّي النفوس المؤمنة ، فترى المؤمن قويا شجاعا مقداما ، والكافر ضعيفا جبانا متقهقرا ، ولا يتغير هذا الموقف في القديم والجديد ، فأهل الإيمان هم الشجعان ، وغير المؤمنين هم الجبناء عادة.
وجاء القرآن لتربية نفوس المؤمنين ، وتبديد المخاوف من ملاقاة الأعداء ، وغرس الثقة والقوة في صفوف الدعاة إلى الله ، لأن إرادة الله هي الغالبة ، والله سبحانه هو القوي الغالب القاهر. ومن مقتضى الإرادة الإلهية تمييز أهل الإيمان عن غيرهم ، لتعرف مكانتهم ومنزلتهم عند الله تعالى.
قال الله عزوجل مبينا الفارق بين صف المؤمنين وبين صف الكافرين :