عليه ، قال الله تعالى : (وَلَوْ بَسَطَ اللهُ الرِّزْقَ لِعِبادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ وَلكِنْ يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ ما يَشاءُ إِنَّهُ بِعِبادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ (٢٧)) [الشورى : ٤٢ / ٢٧].
فعلى كل إنسان أن يرضى بما قسم الله له ، ولا يحسد غيره ، لأن الحسد أشبه شيء بالاعتراض على من أتقن كل شيء وأحكمه. والتفضيل بين الجنسين الذكر والأنثى يشمل النواحي الخلقية البدنية ، والقدرات والمواهب والخبرات ، فليس من المعقول أن يتمنى الإنسان أن يكون كغيره قوي البنية أو صحيح الجسم ، ذكرا أو أنثى ، ويسلب غيره تلك القدرة ، وليس من اللائق طلب التساوي في المواهب والخبرات والمعارف كالعلم وتحصيل المال أو الجاه مثلا ، ويحرم غيره منها ، ولكن على الإنسان أن يطلب من الله وحده الخير والإحسان والنعم الكثيرة : (وَسْئَلُوا اللهَ مِنْ فَضْلِهِ) والله عليم بما يحقق المصلحة لكل إنسان ، فلا يجوز أن يتمنى أحد زوال ما لدى الآخرين من نعمة ، وأن تكون إليه ، وهذا هو الحسد : وهو تمني ما لدى الآخرين من النعم ، أما الغبطة وهي أن يكون لكل واحد مثل ما لغيره دون زوال النعمة عنه فهي جائزة ، فالله سبحانه مقسم الأرزاق ومصدر الفضل والإحسان ، يعطي من يشاء ، ويمنع من يشاء ، لحكمة ومصلحة للعبد نفسه.
ثم أوصى الله تعالى بإعطاء الحقوق لأصحابها ، فقال : (وَلِكُلٍّ جَعَلْنا مَوالِيَ مِمَّا تَرَكَ الْوالِدانِ وَالْأَقْرَبُونَ وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمانُكُمْ فَآتُوهُمْ نَصِيبَهُمْ إِنَّ اللهَ كانَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيداً (٣٣)) (١) (٢) [النساء : ٤ / ٣٣].
نزلت هذه الآية في الذين كانوا يتبنّون رجالا غير أبنائهم ويورثونهم ، فأنزل الله تعالى فيهم أن يجعل لهم نصيب في الوصية ، وردّ الله تعالى الميراث إلى الأقارب
__________________
(١) أي ورثة مستحقين من العصبات.
(٢) حالفتموهم وعاهدتموهم على التوارث ، وهذا عند الحنفية خلافا لغيرهم باق مشروعيته.