لذا قال الله تعالى : (الرِّجالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّساءِ بِما فَضَّلَ اللهُ بَعْضَهُمْ عَلى بَعْضٍ وَبِما أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوالِهِمْ فَالصَّالِحاتُ قانِتاتٌ حافِظاتٌ لِلْغَيْبِ بِما حَفِظَ اللهُ وَاللاَّتِي تَخافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللهَ كانَ عَلِيًّا كَبِيراً (٣٤) وَإِنْ خِفْتُمْ شِقاقَ بَيْنِهِما فَابْعَثُوا حَكَماً مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَماً مِنْ أَهْلِها إِنْ يُرِيدا إِصْلاحاً يُوَفِّقِ اللهُ بَيْنَهُما إِنَّ اللهَ كانَ عَلِيماً خَبِيراً (٣٥)) (١) (٢) (٣) [النساء : ٤ / ٣٤ ـ ٣٥].
قال الحسن البصري : جاءت امرأة إلى النبي صلىاللهعليهوسلم تستعدي على زوجها أنه لطمها ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : القصاص ، فأنزل الله : (الرِّجالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّساءِ ..) الآية ، فرجعت المرأة بغير قصاص ، أي لم يعاقب الزوج على لطم زوجته. وقال ابن عباس : الرجال أمراء على النساء ، أي إن الآية نزلت مبيحة للرجال تأديب نسائهم.
فالرجل قيّم على المرأة ، أي هو الرئيس والكبير والحاكم والمؤدب إذا اعوجت ، وهو القائم عليها بالحماية والرعاية ، فعليه الجهاد دونها ، وله من الميراث ضعف نصيبها ؛ لأنه هو المكلف بالنفقة عليها. وسبب هذه القوامة أمران :
أولا ـ وجود مقومات جسدية ، فهو أقوى وأكمل إدراكا وخبرة ومعرفة بشؤون الحياة ، ومعتدل العاطفة.
ثانيا ـ أنه المنفق على البيت والزوجة والقريبة ، ويلزمه المهر رمزا لتكريم المرأة ، وتعويضا أدبيا لها ، ومكافأة على مشاركته في حصن الزوجية ، وفيما عدا ذلك فالرجل والمرأة متساويان في الحقوق والواجبات ، قال الله تعالى : (وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ). [البقرة : ٢ / ٢٢٨]
__________________
(١) لهم القوامة بالتدبير والتسيير والقيادة.
(٢) مطيعات.
(٣) الخروج عن الطاعة.