وآيات البخل والرياء نزلت في علماء بني إسرائيل الذين كانوا يبخلون بما عندهم من العلم ، وينصحون الأنصار ألا ينفقوا أموالهم ، خوفا من الوقوع في الفقر.
أرشد الله تعالى الناس جميعا في المجتمع إلى بعض خصال الخير والإحسان ، وأولها : عبادة الله وحده دون إشراك أحد معه ، والعبادة : هي الخضوع التام لله ، مع إشعار القلب بتعظيم الله وإجلاله في السر والعلن ، والخشية منه وحده ، وتكون عبادة الله بفعل ما أمر الله به وترك ما نهى عنه ، سواء في الشؤون القلبية كالحسد والحقد ، أو في ممارسة الأعضاء بعض الأفعال ، والأمر أولا بعبادة الله لأنها مصدر الإلهام بكل خير وترك كل شر ، والإقدام على الفضائل.
والواجب الثاني : الإحسان إلى الوالدين وبرهما أي طاعتهما في معروف ، والقيام بخدمتهما ، وتحقيق مطالبهما ، والبعد عن كل ما يؤذيهما ؛ لأنهما سبب وجود الولد ، وتربيته برحمة وإخلاص ، وحب دائم ، وتضحية من الأهل.
والواجب الثالث : الإحسان إلى القرابة ؛ وهو صلة الأرحام كالأخ والأخت والعلم والخال وأبنائهم ، وذلك بمودتهم ومواساتهم المادية والمعنوية.
والواجب الرابع : الإحسان إلى اليتامى ، ومنهم الذين فقدوا آباءهم واستشهدوا في الجهاد من أجل إعلاء كلمة الله أو الدفاع عن الأوطان ، لأن هؤلاء الأيتام والمستضعفين ، ومثلهم المعاقون فقدوا الناصر والمعين وهو الأب ، والمعاق : فقد القدرة الجسدية على ممارسة حياة كريمة صحيحة.
والواجب الخامس : الإحسان إلى المساكين والفقراء : وهم المحتاجون الذين لا يجدون ما يكفيهم ، والإحسان إليهم بالتصدق عليهم ، أو بردّهم ردا جميلا ، لقوله تعالى : (وَأَمَّا السَّائِلَ فَلا تَنْهَرْ (١٠)) [الضحى : ٩٣ / ١٠] وهذا يحقق مبدأ التكافل الاجتماعي في الإسلام.