ونقض العهد دائما ، وإن ائتمن على أمانات الناس ، خان الأمانة ، وتكرر منه ذلك.
وجاء في بعض الروايات : «آية المنافق أربع» بزيادة «وإذا عاهد غدر». والواقع أن الأربع ترجع إلى ثلاث ؛ لأن نقض العهد صورة أخرى من صور إخلاف الوعد ، أو صورة من خيانة الأمانة.
والوقوع في النفاق يحدث كما جاء في رواية مسلم بزيادة : «وإن صام وصلى وزعم أنه مسلم» أي إن مدمن الكذب ومن تكرر منه خلف الوعد ونقض العهد ، أو خيانة الأمانة يعد منافقا ، وإن عمل أعمال المسلمين من صوم وصلاة وغيرهما من العبادات.
وجزاء النفاق بنوعيه هو نار جهنم ، قال الله تعالى : (إِنَّ الْمُنافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيراً (١٤٥) إِلَّا الَّذِينَ تابُوا وَأَصْلَحُوا وَاعْتَصَمُوا بِاللهِ وَأَخْلَصُوا دِينَهُمْ لِلَّهِ فَأُولئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ وَسَوْفَ يُؤْتِ اللهُ الْمُؤْمِنِينَ أَجْراً عَظِيماً (١٤٦)) [النساء : ٤ / ١٤٥ ـ ١٤٦].
احترام المعاهدات وحالة الحياد
لم نجد كالإسلام دينا عظّم العهود ، وأوجب الوفاء بالمعاهدات والاتفاقات الخاصة والعامة ، أو الدولية الخارجية ، لأن احترام الكلمة دليل الرجولة والبأس والجزم ، ولأن الوفاء بالعهد من الإيمان. فالمؤمن لا يخلف وعدا ولا ينقض عهدا ، ولا يخل بشرط من شروط المعاهدات ، أو يحاول التخلص من بنود المعاهدة بالتأويلات الباطلة ، والتفسيرات المغلوطة ، واتخاذ لون من ألوان المخادعة والمخاتلة.
ووقوف بعض الناس أو الدول موقف الحياد لون من ألوان العهود لأن الحياد يتطلب الاعتراف به من بقية الدول الأخرى ، فمن أقر أو اعترف بحياد جماعة أو