تُفادُوهُمْ (١) وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْكُمْ إِخْراجُهُمْ أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَما جَزاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذلِكَ مِنْكُمْ إِلاَّ خِزْيٌ (٢) فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَيَوْمَ الْقِيامَةِ يُرَدُّونَ إِلى أَشَدِّ الْعَذابِ وَمَا اللهُ بِغافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (٨٥) أُولئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الْحَياةَ الدُّنْيا بِالْآخِرَةِ فَلا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذابُ وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ (٨٦)) [البقرة : ٢ / ٨٤ ـ ٨٦].
ومن مخالفات اليهود ومنكراتهم : تكذيبهم بالرّسل ، وقتلهم رسلا آخرين ، وكفرهم برسالة خاتم النّبيين مع أنهم كانوا يقولون : اللهم انصرنا بالنّبيّ المبعوث آخر الزمان الذي نجد نعته في التوراة ، فهم يعرفون حقّا أن محمدا صلىاللهعليهوسلم هو النّبي المبشّر به في التوراة ، قال الله تعالى : (الَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ يَعْرِفُونَهُ كَما يَعْرِفُونَ أَبْناءَهُمْ) [البقرة : ٢ / ١٤٦] ولكنهم لم يؤمنوا حسدا وبغيا ، فقد باعوا حظّهم الحقيقي وهو الإيمان بالله ورسوله ، وأخذوا بدله كفرهم بما أنزل الله ، وسبب ذلك كله : حرصهم على الرياسة والمال في أيديهم.
ومن مخالفاتهم : كفرهم بغير التوراة ، وعبادتهم العجل واتخاذه إلها ، وحرصهم الشديد على الحياة الدنيا أشد من حرص المشركين بالله ، يودّ أحدهم لو يعمّر ألف سنة حتى يجمع ذهب العالم. ومن طبائعهم : حبّهم الاستعلاء على العالم ، وإثارتهم الفتن والشرور بين الناس ، ومن سوء مواقفهم : معاداتهم جبريل وميكال والملائكة والرّسل الكرام ، كما سيأتي بيانه ، قال الله تعالى : (قُلْ مَنْ كانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللهِ مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدىً وَبُشْرى لِلْمُؤْمِنِينَ (٩٧) مَنْ كانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكالَ فَإِنَّ اللهَ عَدُوٌّ لِلْكافِرِينَ (٩٨)) [البقرة : ٢ / ٩٧ ـ ٩٨].
__________________
(١) أسرى تبادلونهم بالمفاداة أو الفدية.
(٢) هوان وفضيحة.