ومهام الشيطان كثيرة كما ذكرت الآيات : أولها : محاولة اتخاذ جزء معلوم من الناس تلامذة له ، وخلصاء وأعوانا بإغوائه وإضلاله ، وهم الكفرة والعصاة.
ثانيا : إضلال الناس ، أي صرفهم عن الحق وطريق الهدى وعن الاعتقاد الصحيح.
ثالثا : الوعد بالأماني الباطلة ، والعيش في خيال الآمال الوهمية ، والأمر بالتسويف والتأخير ، وتزيين اللذات ، وترك التوبة.
رابعا : الأمر بتقطيع وتشقيق آذان الأنعام (المواشي) للآلهة الأصنام كالبحيرة التي يتركون الحمل عليها بوسمها بعلامة معينة ، والناقة السائبة التي يسيبونها للأصنام إذا ولدت عشرة أبطن كلهن إناث ، والوصيلة التي ولدت جديا وعناقا ، فلا يذبحون أخاها من أجلها وصلتها.
خامسا : أمر الناس بتغيير خلق الله وفطرته التي فطر الناس عليها : وهي الاهتداء إلى الحق والدين الصحيح ، والتغيير يكون بإخصاء البهائم والوشم في الوجه ونحوهما مما فيه تشوية الفطرة وتغييرها عما فطرت عليه.
ثم أوضح الله تعالى أن وعود الشيطان وأمانيه المعسولة كلها خيالات وأوهام وأباطيل ، فهو يعدهم بالمال والجاه وأن لا بعث ولا عقاب ونحو ذلك ، لكل أحد ما يليق بحاله ، وما تلك الأماني الواسعة الكاذبة إلا تغرير وباطل لا حقيقة له ولا استقرار ولا وجود.
وبعد أن حذر القرآن من ألوان وساوس الشيطان وتفنيد مهامه ومخططاته ، رغّب المؤمنين بالإيمان الصادق الخالص ، وحرّضهم على العمل الصالح : وهو فعل ما أمر الله به من الأعمال الطيبة والأمور الخيرية ، وترك ما نهى عنه من المنكرات. ووعد هؤلاء المؤمنين العاملين بجنان الخلد إلى الأبد التي تجري الأنهار من تحت غرفها