من جملة مخلوقات الله ، ونفخة من الله ، بواسطة جبريل عليهالسلام ، لا جزءا ولا بعضا من الله تعالى ، ووصف بهاتين الصّفتين (كلمة الله وروح منه) على وجه التشريف والتكريم ، وهو مجرد رسول كبقية الرّسل الكرام ، علما بأن جميع البشر من روح الله.
فآمنوا أيها الناس بالله تعالى وحده ، وبرسله جميعا دون تفرقة ، فهم جميعا عبيد لله ، لهم مهام وخصائص ، فوضهم الله بها لتبليغها إلى الناس من أجل إسعادهم وتوضيح طريق الحق والهداية لهم.
ولا تقولوا : الله ثالث ثلاثة ، أو الآلهة ثلاثة أو أكثر ، إنما الله خالق الكون والمخلوقات إله واحد ، تنزه وتعاظم وتقدّس أن يكون له ولد ، فهو الواحد الفرد الصّمد الذي لم يلد ولم يولد ، ولم يكن له كفوا أحد ، وهو مالك السماوات ، والأرض وما فيهما ، الكل ملكه وخلقه ، وجميع ما فيهما عبيده ، وهم تحت تدبيره وتصريفه ، وهو وكيل على كل شيء وقدير ، وبيده سلطان كل شيء ، لا فرق في ذلك بين الملائكة والنّبيين أجمعين ، وكفى بالله سبحانه متصرفا في هذا العالم ومهيمنا عليه.
لن يتكبر أو يأنف المسيح أن يكون عبدا من عباد الله ، ولا عن العبودية لله ، ولا عن عبادة الله وحده ، لعلمه بعظمة الله ، وما يستحقه من العبودية والشكر ، وكذلك الملائكة المقرّبون لن يترفّعوا عن أن يكون أحدهم عبدا لله تعالى. ومن يتكبر عن عبادة الله ، ويمتنع من طاعة الله ، فسيجمعهم الله جميعا في المحشر يوم القيامة ، ويعذبهم عذابا مؤلما شديدا في النار حسبما يستحقون ، ولا يجدون لهم من غير الله تعالى ناصرا ينصرهم أو يمنعهم من بأس الله وعذابه.
وأما المؤمنون بالله ورسله ، الذين يعملون الأعمال الصالحة وهي التي أمر الله بها ، فيعطيهم أجورهم وثواب أعمالهم كاملة غير منقوصة ، على قدر أعمالهم ،