فرائض الوضوء ومشروعية التّيمم
حرص الإسلام على نظافة الإنسان وطهارته ، فجعل فريضة الوضوء أمرا متجدّدا في اليوم أكثر من مرة لغسل الأعضاء التي تتعرض للأوساخ والغبار ، كلما أدى فرائض الصلوات الخمس ، كما فرض القرآن الكريم الغسل من الجنابة باحتلام أو وقاع لتنظيف جميع البدن في مناسبات تتكرر في الأسبوع ، وإذا لم يوجد الماء بسبب السفر ، أو أضرّ الماء بالجسم بسبب المرض ، جاز للمؤمن التيمم بالغبار عن الوضوء أو عن الغسل ، أو عن الحدث الأصغر والأكبر ، والتّيمم رخصة اضطرارية بضربتين على التراب : ضربة للوجه وضربة لليدين إلى المرفقين ، والمهم في ذلك : قصد الطهارة ، لا أن ينقل التراب للأعضاء. قال الله تعالى :
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرافِقِ وَامْسَحُوا بِرُؤُسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُباً فَاطَّهَّرُوا وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضى أَوْ عَلى سَفَرٍ أَوْ جاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغائِطِ أَوْ لامَسْتُمُ النِّساءَ فَلَمْ تَجِدُوا ماءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً طَيِّباً فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ ما يُرِيدُ اللهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (٦) وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللهِ عَلَيْكُمْ وَمِيثاقَهُ الَّذِي واثَقَكُمْ بِهِ إِذْ قُلْتُمْ سَمِعْنا وَأَطَعْنا وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ (٧)) (١) (٢) (٣) (٤) [المائدة : ٥ / ٦ ـ ٧].
نزلت هذه الآية في التّيمم ، وكان الوضوء مفروضا في مكة قبل الهجرة ، فكأن الآية لم تزد المؤمنين فيه إلا تلاوته ، وإنما أعطتهم الفائدة والرخصة في التّيمم. نزلت في غزوة المريسيع ، روى البخاري عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت في هذه
__________________
(١) موضع قضاء الحاجة.
(٢) واقعتموهن أو لمستم بشرتهن.
(٣) ترابا طاهرا.
(٤) ضيق في دينه ومشقة.