الغزوة : «.. ثم إن النّبي صلىاللهعليهوسلم استيقظ وحضرت الصبح ، فالتمس الماء ، فلم يوجد» فنزلت : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ ..) الآية.
وروى أحمد والبيهقي عن جابر ـ وهو حديث حسن ـ أن النّبي صلىاللهعليهوسلم قال : «مفتاح الجنة الصلاة ، ومفتاح الصلاة الطّهور». وكان كثير من الصحابة ، منهم ابن عمر وغيره يتوضئون لكل صلاة ، انتدابا إلى فضيلة. وكذلك كان يفعل رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، ثم جمع بين صلاتين بوضوء واحد ، وفي فتح مكة جمع بين الصلوات الخمس بوضوء واحد. روى أبو داود والترمذي وابن ماجه أن النّبي صلىاللهعليهوسلم قال : «من توضّأ على طهر ، كتب له عشر حسنات».
ومعنى الآيتين : يا أيها المؤمنون ، إذا أردتم القيام إلى الصلاة ، وأنتم محدثون ، فعليكم بالوضوء ، فإنه فرض أو شرط ، إذ لا يقبل الله صلاة بغير طهور.
وإذا كان المرء متوضئا كان الوضوء مندوبا ، لما روى رزين من حديث : «الوضوء على الوضوء نور».
وفرائض الوضوء في الآية أربعة : هي غسل الوجه من أعلى منابت شعر الرأس إلى أسفل الذقن ، وما بين الأذنين عرضا ، وغسل اليدين من رؤوس الأصابع إلى المرفقين ، والمرفق أعلى الذراع وأسفل العضد ، ويجب غسل المرفق. ومسح بعض الرأس كالربع ، أو كل الرأس ، وهو المطلوب عند المالكية والحنابلة ، وغسل الرجلين مع الكعبين : وهما العظمان الناتئان عند مفصل السّاق والقدم من الجانبين. وتطلب النّية والترتيب والموالاة والدّلك والمضمضة والاستنشاق على خلاف في فرضيتها عند أئمة المذاهب.
وينتقض الوضوء بالغائط والبول والريح والنوم ، ولمس المرأة بشهوة ، ومسّ الفرج بباطن الكف عند الجمهور غير الحنفية.