وأختاه ، فكان من الذين سنّوا سنّة سيئة ، فعليه وزرها ووزر من عمل بها من بعده إلى يوم القيامة.
وكان قابيل من العصاة لا من الكفار ، روى البخاري ومسلم حديثا عن ابن مسعود : «لا تقتل نفس ظلما إلا كان على ابن آدم كفل ـ أي نصيب ـ من دمها ؛ لأنه أول من سنّ القتل».
وبسبب هذه الجريمة النكراء كتب الله على بني إسرائيل في التوراة ومن بعدهم في ديانة عيسى وشريعة محمد عليهما الصلاة والسلام : أنه من قتل نفسا بغير نفس أي بغير سبب موجب للقصاص ، أو قتل بغير سبب فساد في الأرض بالإخلال بالأمن والطمأنينة كقطّاع الطرق أو المحاربين ، فاستحلّ القتل بلا سبب ، فكأنما قتل الناس جميعا ، ومن أحيا نفسا ، أي امتنع من قتلها ، فكأنما أحيا الناس جميعا بتوفير الأمن والطمأنينة لهم ؛ إذ كل نفس عضو في المجتمع الإنساني ، وحق الحياة مقدس ومصون لجميع البشر. ولقد جاءت رسل الله الكرام بني إسرائيل بالبينات الواضحات كالشمس على الحلال والحرام ، ولكن كثيرا من الناس بعد ذلك لمتجاوزون الحدود ، يسرفون في القتل والمعاصي.
عقوبة المحاربين (قطّاع الطرق)
العقوبة في الإسلام والقوانين كلها حق وعدل ، لإصلاح الجناة وزجر المجرمين وردعهم ، والعقوبة تتفاوت بتفاوت الجريمة ومقدار خطرها ، وإخلالها بأمن المجتمع وراحتهم ، فإذا كانت عقوبة اللصوص السارقين قطع اليد ؛ لأن جريمتهم شخصية خاصة ، فإن عقوبة المحاربين قطّاع الطرق أشدّ وأنكى ، فهي إما النّفي من الأرض أو