أمرهم وتآمرهم ، ولا تغتر بما هم عليه الآن في فلسطين المحتلة ، وكلما أوقدوا نارا للحرب أطفأها الله في الخارج والداخل بإثارة الفتنة ومحاولة التفرقة وإثارة العداوة ، وهم في مساعيهم يسعون في الأرض فسادا ، فمن سجيّتهم وطبعهم دائما الإفساد لا الإصلاح ، والتّهديم لا البناء ، والله لا يحبّ المفسدين ، وإنما يبغضهم ويعاقبهم ويسخط عليهم.
ثم فتح الله تعالى باب الأمل والتوبة والإصلاح أمامهم ، فهم لو آمنوا بالله ورسوله ، واتّقوا ما يتعاطونه من المآثم والمعاصي ، لكفّر الله عنهم سيئاتهم التي اقترفوها ، وأدخلهم جنات النعيم التي ينعمون بها. وهذا دليل واضح للبشرية جمعاء على أن العمل الصالح مع الإيمان الكامل سبب لرضوان الله وتوسيع الرزق ، وزيادة النعم وإفاضة الخيرات ، والتوفيق لسعادة الدنيا والآخرة.
ولو أنّهم نفّذوا تعاليم التوراة والإنجيل وما أنزل إليهم من ربّهم ، لكفّر الله عنهم سيّئاتهم ، وغاصوا في نعم الله من فوقهم وجوانبهم وتحتهم.
لكن من اليهود أو غيرهم جماعة معتدلة ، تؤمن بما أنزل الله ، ويحبون الخير ، ولكن الكثيرين منهم فاسقون خارجون عن الطاعة ، فبئس ما عملوا وكذبوا وحرّفوا ، وأكلوا الحرام ، وظلموا العباد.
تبليغ رسالة الوحي الإلهي
الكتب الإلهية والوحي الرّبّاني نداء دائم من الله تعالى لعباده في أن يصلحوا أمرهم ، ويوحّدوا ربّهم ، ويقبلوا على الله بطاعته وعبادته ، دون إهمال ولا تقصير ، والرّسل الكرام الذين بعثهم الله تعالى مهمتهم تبليغ الرسالة الإلهية ، وإقناع الناس بجدواها وضرورتها في حياتهم ، وترغيب الناس بالعمل بها ، وتحذيرهم من تعطيلها أو إهمالها.
والرسول محمد صلىاللهعليهوسلم خاتم الرّسل والأنبياء جميعا ، أمره ربّه بمهمة التّبليغ والبيان والجهاد في سبيل دعوته ، فقال الله تعالى له :