فاتّقوا الله يا أهل العقول ، واحذروا تسلّط الشيطان عليكم ، فتغتروا بكثرة أهل الباطل والفساد ، أو كثرة المال الحرام ، لعلكم تنجون من العذاب ، ولأن العاقل هو الذي يتذكر ويعي ويحذر ، وتقوى الله : هي سبيل الفلاح والفوز والنجاة وإحراز خيري الدنيا والآخرة. والأمر بالتقوى تأكيد لما سبق ، من الترغيب في الطاعة والتحذير من المعصية.
السؤال فيما لم ينزل به وحي
الوحي الإلهي التشريعي لتنظيم حياة المسلمين شيء واحد متكامل ، لا يهمل منه شيء ، وما كان ربّك نسيّا ، وإنما كان نزول القرآن الكريم تدريجا ، فينزل الحكم الإلهي في المكان والزمان المناسبين ، ويأتي الجواب الشافي للمسائل الطارئة أو المشكلات المختلف فيها بحسب الحكمة الإلهية ، وبمقتضى الحق والعدل الإلهي والمصلحة العامة ، لذا فإنه ليس من الأدب أو اللياقة استعجال الجواب عن بعض الأمور ، ويترك كل تفصيل ضروري لله المشرّع ، فهو من شأن الوحي وحده ، لا بحسب الأمزجة والتّطلعات ، ويكون السؤال عما لم ينزل فيه وحي مكروها ، أو حراما ، قال الله تعالى :
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَسْئَلُوا عَنْ أَشْياءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ وَإِنْ تَسْئَلُوا عَنْها حِينَ يُنَزَّلُ الْقُرْآنُ تُبْدَ لَكُمْ عَفَا اللهُ عَنْها وَاللهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ (١٠١) قَدْ سَأَلَها قَوْمٌ مِنْ قَبْلِكُمْ ثُمَّ أَصْبَحُوا بِها كافِرِينَ (١٠٢)) [المائدة : ٥ / ١٠١ ـ ١٠٢].
تعددت أسباب نزول هذه الآية حول المنع من الأسئلة ، منها سؤال اختبار وتعجيز أو تعنّت واستهزاء ، ومنها سؤال استفهام واسترشاد عن أحوال الفرائض ، فمن أمثلة النوع الأول وهو سؤال الاختبار : سؤال بعض الناس رسول الله صلىاللهعليهوسلم عن