بَدِيعُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَإِذا قَضى أَمْراً فَإِنَّما يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (١١٧) وَقالَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ لَوْ لا يُكَلِّمُنَا اللهُ أَوْ تَأْتِينا آيَةٌ كَذلِكَ قالَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِثْلَ قَوْلِهِمْ تَشابَهَتْ قُلُوبُهُمْ قَدْ بَيَّنَّا الْآياتِ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ (١١٨) إِنَّا أَرْسَلْناكَ بِالْحَقِّ بَشِيراً وَنَذِيراً وَلا تُسْئَلُ عَنْ أَصْحابِ الْجَحِيمِ (١١٩) وَلَنْ تَرْضى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصارى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللهِ هُوَ الْهُدى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْواءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ ما لَكَ مِنَ اللهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ (١٢٠)) (١) (٢) (٣) [البقرة : ٢ / ١١٦ ـ ١١٩].
نزلت هذه الآيات في اليهود حين قالوا : عزير ابن الله ، وفي نصارى نجران حيث قالوا : المسيح ابن الله ، وفي مشركي العرب الذين قالوا : الملائكة بنات الله. أسأل الله الهداية لجميع البشرية وأن يوفقهم لما فيه خيرهم ونجاتهم. ثم أنزل الله في أصحاب السفينة الذين أقبلوا مع جعفر بن أبي طالب من أرض الحبشة ، كانوا أربعين رجلا من الحبشة وأهل الشام : (الَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاوَتِهِ أُولئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ فَأُولئِكَ هُمُ الْخاسِرُونَ (١٢١)) [البقرة : ٢ / ١٢١].
ثم أكّد الله تعالى تذكير اليهود بالنعم التي أنعم بها عليهم ، لتجديد ثقتهم ونشاطهم ، وأمرهم بالخوف من الآخرة في قوله سبحانه :
(يا بَنِي إِسْرائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعالَمِينَ (١٢٢) وَاتَّقُوا يَوْماً لا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئاً وَلا يُقْبَلُ مِنْها عَدْلٌ وَلا تَنْفَعُها شَفاعَةٌ وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ (١٢٣)) (٤) (٥) [البقرة : ٢ / ١٢٢ ـ ١٢٣].
أيها الإسرائيليون الجاحدون : اذكروا نعمي الكثيرة الدينية والدنيوية التي أنعمت بها عليكم وعلى آبائكم ، من الإنقاذ من أيدي الأعداء ، وإنزال المنّ والسّلوى ، والتمكّن في البلاد بعد المذلّة والقهر ، وإرسال الأنبياء والرّسل منكم ، والتفضيل على عالمي زمانكم ، حتى تطيعوا الرّسل ، وتتركوا الضّلال.
__________________
(١) أي مبدعهما وموجدهما.
(٢) أراد شيئا أو أحكم أمرا وحتّمه.
(٣) أحدث فيحدث.
(٤) عالمي زمانكم.
(٥) لا تقضي ولا تؤدي نفس.