بني آدم ، من عرب وعجم ، كما قال الله تعالى : (قُلْ يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً) [الأعراف : ٧ / ١٥٨] وقال سبحانه : (لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ) [الأنعام : ٦ / ١٩].
وكل من آمن بالآخرة والمعاد وقيام الساعة يؤمن ويصدّق بهذا الكتاب المبارك الذي أنزلناه إليك يا محمد ، وهو القرآن ، هؤلاء المؤمنون هم الذين يحافظون على صلواتهم ، أي يقيمون ما فرض عليهم من أداء الصلوات في أوقاتها ، ويسرعون إلى كل أمر آخر أمروا به.
جزاء المفترين على الله الكذب
إن هناك أنواعا من الظلم القبيح ، ولكن أشدّ أنواع الظلم قبحا هو افتراء الكذب على الله ، وادّعاء نزول الوحي ، مثل فئة المتنبّئين الذين ادّعوا النّبوة كمسيلمة الكذّاب والأسود العنسي ، فإنهم جماعة حمقى ، اقتحموا مجالا يسهل كشف حقيقته ، وزيف ادّعاءاته ؛ لأن الوحي لا يكون بسخف القول ، وتفاهة الكلام الذي يأباه العقلاء ، ويرفضه أبسط الناس وأدناهم تأمّلا وتفكّرا ، لذا أنكر الله تعالى هذا الظلم الذي ارتكبوه ، وفضح هذا المسلك الذي ادّعوه واختلقوا فيه الأكاذيب ، فقال الله تعالى :
(وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى عَلَى اللهِ كَذِباً أَوْ قالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ وَمَنْ قالَ سَأُنْزِلُ مِثْلَ ما أَنْزَلَ اللهُ وَلَوْ تَرى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَراتِ الْمَوْتِ وَالْمَلائِكَةُ باسِطُوا أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذابَ الْهُونِ بِما كُنْتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنْتُمْ عَنْ (١) (٢)
__________________
(١) سكراته وشدائده.
(٢) الهوان والذّل.