فَاعْدِلُوا وَلَوْ كانَ ذا قُرْبى وَبِعَهْدِ اللهِ أَوْفُوا ذلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (١٥٢) وَأَنَّ هذا صِراطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (١٥٣)) [الأنعام : ٦ / ١٥١ ـ ١٥٣].
قال ابن عباس : في الأنعام آيات محكمات هنّ أمّ الكتاب ، ثم قرأ : (قُلْ تَعالَوْا أَتْلُ ما حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ)
تضمنت هذه الآيات الثلاث الوصايا العشر التي وردت خمس منها بصيغة النّهي ، وخمس بصيغة الأمر.
الوصية الأولى ـ نبذ الشّرك بالله تعالى ، فالشّرك أعظم جريمة في الدين ، لأنه نسبة الشريك إلى الله في الألوهية ، وهذا مرفوض عقلا ؛ لأن الشّركاء ، سواء أكانوا من الكواكب كالشمس والقمر ، أم من الملائكة والنّبيين ، أم من الجمادات كالأصنام والأوثان ، كلهم مخلوقون لله ، والمخلوق مهما عظم عبد للخالق ، والخالق وهو الله تعالى هو المستحق للعبادة والتعظيم والتقديس.
والوصية الثانية ـ الإحسان إلى الوالدين إحسانا كاملا ، بإخلاص وشعور قلبي بالاحترام والتزام أوامرهما بالمعروف ، ومعاملتهما معاملة كريمة قائمة على المحبة والمودّة والبر ، لا الخوف والرّهبة. وبرّهما سلف ودين ، فكما تبر أبويك يبرك أولادك ، قال النّبي صلىاللهعليهوسلم فيما رواه الطبراني عن ابن عمر : «برّوا آباءكم تبركم أبناؤكم ، وعفّوا تعفّ نساؤكم».
والوصية الثالثة ـ تحريم وأد البنات وقتل الأولاد خشية الفقر أو العار ، فالله يرزقكم أيها الآباء وإياهم رزقا مكفولا دائما ، فلا تخشوا الفقر المتوقّع ولا العار اللاحق ؛ لأن الله يرزق العباد ويحفظ البنات إذا حسنت التربية ، ودانت البنات بالدين الحق والخلق الكريم.