يحمله. والإنسان هو ابن آدم ، كما قال جماعة كابن عباس والضحاك وغيرهما. والأمانة : كل شيء يؤتمن الإنسان عليه ، من أمر ونهي ، وشأن دين ودنيا ، فالشرع كله أمانة. ولام (لِيُعَذِّبَ اللهُ) هي لام العاقبة أو الصيرورة. لأن الإنسان لم يحمل الأمانة ليقع في العذاب ، ولكن حمل ذلك فصار الأمر وآل إلى أن يعذّب من نافق أو أشرك ، وأن يتوب على من آمن.
وكان من عاقبة التكليف والرضا به هو انقسام الناس إلى فريقين : طائعين وكافرين ، فيعذب الله فريق المنافقين والمنافقات ، والمشركين والمشركات ، لخيانتهم الأمانة وتكذيب الرسل ، ونقض الميثاق ، ويثيب الله المؤمنين والمؤمنات بالله ورسله وكتبه واليوم الآخر ، العاملين بطاعة الله ، وكان الله تعالى وما يزال واسع المغفرة للمقصرين التائبين ، كثير الرحمة لخلقه إذا أقبلوا على ربهم ، واستدركوا أخطاءهم.