هذان دليلان على إمكان البعث والنشور أو إحياء الموتى من القبور ، يحتج بهما الله تعالى على الكفار ، الذين أنكروا البعث من القبور ، ويدلهم على المثال الموازي تماما.
الدليل الأول ـ إحياء الأرض بالماء : الله سبحانه وتعالى يرسل الرياح ، فتحرك الغيوم حيث يشاء الله ، فيقودها إلى بلد ميت لا نبات به ، فينزل المطر عليه ، فتحيا الأرض بالنبات بعد يبسها ، وتصبح مخضرة ، تموج بالحركة ، وجمال الزرع والشجر ، بعد أن كانت تربة هامدة ، فكذلك مثله ، أي وهذا المثال المعاين أمامكم يكون مثله ويساويه تماما النشور ، أي الإحياء من القبور ، فكما يحيي الله الأرض بعد موتها ، يحيي العباد بعد موتهم وصيرورتهم ترابا ، لكنّ أرواحهم باقية عند الله تعالى.
ومن كان يريد العزة بعبادة الأوثان ، ومغالبة الله ، فلله وحده العزة الكاملة ، أي ليست لغيره ، ولا تتم إلا له ، وهذا المغالب مغلوب ، كما فسره مجاهد ، وهذا رد على الكفار الذين كانوا يطلبون العزة بعبادة الأوثان والأصنام ، وعدم إطاعة الرسل ، فإن العزة كلها في الحقيقة هي لله تعالى.
ومن مظاهر عزة الله : أنه يسمع كلام الناس ، ويقبل طيب الكلام ، كالتوحيد والتمجيد والأذكار ، والأمر بالمعروف ، والنهي عن المنكر ، والدعاء ، وتلاوة القرآن الكريم ، والتسابيح والتهاليل ، وغير ذلك ، ومن أفضل الأذكار : سبحان الله ، والحمد لله ، ولا إله إلا الله ، والله أكبر.
وكما أنه تعالى يقبل الكلام الطيب ، يرفع العمل الصالح إليه ، وهذا أرجح الأقوال ، كما ذكر ابن عطية رحمهالله في تفسيره.
وأما الذين يعملون مكائد المكر ، وسوء الأعمال في الدنيا ، كالتامر على قتل النبي ، أو إضعاف المسلمين ، ويوهمون غيرهم أنهم في طاعة الله تعالى ، فلهم عقاب