شيء إذا أراد حدوثه في السماوات والأرض ، إن الله تعالى عليم بجميع الكائنات ، لا يخفى عليه شيء منها ، تام القدرة لا يصعب عليه شيء.
ثم أبان الله تعالى سبب إمهاله بعض عباده وتأخيره العذاب عنهم : وهو أن الآخرة من وراء الجميع ، وفيها يستوفي جزاء كل أحد ، ولو جازى الله تعالى على الذنوب في الدنيا ، لأهلك الجميع ، أي لو عجل عقاب الناس على معاصيهم لأهلكهم جميعا ، ودمر جميع ممتلكاتهم ولم يترك دابة على ظهر الأرض ، ولكن يؤجل عقابهم إلى وقت محدد ، وهو يوم القيامة ، فيحاسبهم حينئذ ، ويوفي كل عامل بعمله ، والله بصير بمن يستحق منهم الثواب ، ومن يستوجب العقاب ، وفيه وعيد للكافرين ، ووعد للمؤمنين.