بذنوبنا التي اقترفناها في الدنيا ، من تكذيب الرسل ، والتورط في الشرك ، وإنكار البعث والحساب في عالم الآخرة ، فهل لنا طريق للخروج من النار والرجوع إلى الدنيا ، لنعمل غير الذي كنا نعمل؟!
فأجابتهم الملائكة : ذلكم المقت لأنفسكم ، وتعرضكم للعذاب الذي أنتم فيه على النحو القائم في وضعكم : لا تغيير فيه ولا تبديل ، ولا رجعة إلى الدنيا ، بسبب أنكم كنتم إذا دعيتم لتوحيد الله عزوجل في دنياكم ، كفرتم به وتركتم توحيده باستمرار ، وإن يشرك بالله غيره من عبادة الأصنام ونحوها ، تصدّقوا بالشرك وتجيبوا الداعي إليه ، فالحكم لله وحده دون غيره صاحب العظمة والجلال ، والتعالي عن المثيل في ذاته وصفاته ، الأكبر من كل شيء في الوجود.
ومن كمال عظمة الله وقدرته : أنه سبحانه هو الذي يظهر لكم دلائل توحيده ، وعلامات قدرته في آيات الكون العظيمة ، الدالة على مبدعها وخالقها ، وينزل لكم من السماء المطر ، يكون سببا في الرزق والنماء ، ونتاج الزروع والثمار ، ولكن لا يتعظ بتلك الآيات إلا الراجع إلى ربه ، الخاشع المطيع ، فأخلصوا لله وحده العبادة والدعاء ، ولو كره الجاحدون المنكرون منهجكم ذلك.
ومن صفات الله العالية : أنه رفيع الصفات ، منزه عن مشابهة المخلوقات ، صاحب العرش والسلطان المطلق ، ينزل الوحي على من يريد من عباده ويصطفيه ، لينذر بهذا الوحي الناس من العذاب ، يوم اجتماع الخلائق للحساب في محشر القيامة.
ومن صفات القيامة : أن يوم التلاق أو اجتماع الناس للحساب هو اليوم الذي يكونون فيه ظاهرين للعيان ، أي مرئيين بالعين المجردة ، لا يسترهم شيء لاستواء الأرض وهم خارجون من قبورهم ، ويكون فيه الملك المطلق والسلطان الشامل لله