مستعاذ منه ، ومن شرورهم ، لأن الله يسمع أقوالك وأقوال مخالفيك ، وهو بصير بمقاصدهم ونياتهم ، ومجاز كل واحد بما استوجبه.
ثم وبخ الله تعالى هؤلاء الكفار المتكبرين على ضلالهم ، وذكّرهم بعظمته وقدرته ، بأدلة كثيرة ، منها أن خلق السماوات والأرض وما فيهما أكبر بكثير من خلق الناس ، بدءا وإعادة ، ولكن أكثر الناس لا يعلمون بعظيم قدرة الله ، ولا يتأملون بهذه الحجة الدامغة الدالة على قدرة الله تعالى.
ومثل المجادل بالباطل في مواجهة المحق والمتفكر والمتعظ كمثل الأعمى والبصير ، ولا يتساوى الاثنان ، فلا يتساوى المجادل بالباطل أو الكافر الذي لا يتأمل بآيات الله الكونية ، ولا المجادل بالحق أو المؤمن الذي يتفكر في آيات الله ويتعظ بها. وكذلك لا يستوي المحسن بالإيمان والذي يعمل الصالحات من أداء الفرائض والطاعات ، والمسيء بالكفر والعاصي الذي يغفل دور الآيات ويتنكر للطاعات ، فما أقل ما يتذكر كثير من الناس ويتعظ بهذه الأمثال!
ثم أخبر الله تعالى عن وقوع القيامة حتما ، فإن يوم القيامة آت لا ريب في مجيئه ووقوعه ، فآمنوا أيها الناس به إيمانا قاطعا ، لا شك فيه ، ولكن مع الأسف أكثر الناس لا يؤمنون ولا يصدقون بالآخرة.
وطريق النجاة في الآخرة واضح وهو طاعة الله وعبادته ، وقال الله : من دعاه أجابه ، فالدعاء مخ العبادة ، وإن الذين يتكبرون ويتعاظمون عن دعاء الله وعبادته وحده ، سيدخلون حتما جهنم صاغرين أذلاء.
ومن أدلة قدرة الله على البعث وغيره : أنه سبحانه أوجد تعاقب الليل والنهار وجعل الليل للسكن والهدوء والراحة ، وجعل النهار مضيئا منوّرا لإبصار الحوائج ، وطلب المعايش ، ومزاولة الصناعة والتجارة والزراعة وغيرها من الحرف والمهارات