بسم الله الرّحمن الرّحيم
سورة المجادلة
سميت بها ، لأنها لما كانت لطلب الحق والصواب ، أشبهت مجادلة الأنبياء والقرآن ، ولذلك سمع الله لصاحبها ـ قاله المهايمي ـ.
وهي مدنية ، وآيها اثنتان وعشرون.
القول في تأويل قوله تعالى :
(قَدْ سَمِعَ اللهُ قَوْلَ الَّتِي تُجادِلُكَ فِي زَوْجِها وَتَشْتَكِي إِلَى اللهِ وَاللهُ يَسْمَعُ تَحاوُرَكُما إِنَّ اللهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ) (١)
(قَدْ سَمِعَ اللهُ قَوْلَ الَّتِي تُجادِلُكَ فِي زَوْجِها وَتَشْتَكِي إِلَى اللهِ وَاللهُ يَسْمَعُ تَحاوُرَكُما إِنَّ اللهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ) روى الإمام أحمد (١) عن عائشة قالت : الحمد لله الذي وسع سمعه الأصوات. لقد جاءت المجادلة الى النبيّ صلىاللهعليهوسلم تكلمه ، وأنا في ناحية البيت ، ما أسمع ما تقول! فأنزل الله عزوجل (قَدْ سَمِعَ اللهُ ...) إلى آخر الآية ، ورواه البخاري معلقا. وفي رواية لابن أبي حاتم عن عائشة أنها قالت : تبارك الذي أوعى سمعه كل شيء. إني أسمع كلام خولة بنت ثعلبة ، ويخفى عليّ بعضه وهي تشتكي زوجها إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وهي تقول : يا رسول الله! أكل شبابي ، ونثرت له بطني ، حتى إذا كبرت سني ، وانقطع ولدي ، ظاهر مني! اللهم إني أشكو إليك. قالت : فما برحت ، حتى نزل جبريل بهذه الآية (قَدْ سَمِعَ ...) إلخ. قال ابن كثير : ويقال فيها : خولة بنت مالك بن ثعلبة ، وقد تصغر فيقال (خويلة). ولا منافاة بين هذه الأقوال ، فالأمر فيها قريب.
__________________
(١) أخرجه في مسنده ٦ / ٤٦.