بسم الله الرّحمن الرّحيم
سورة الحشر
قال المهايميّ : سميت به لدلالة إخراج اليهود عنده ، على لطف الله وعنايته برسوله وبالمؤمنين ، وقهره وغضبه على أعدائهم. وهو من أعظم مقاصد القرآن.
وكان ابن عباس يقول : سورة بني النضير.
روى البخاري (١) عن سعيد بن جبير قال : قلت لابن عباس : سورة الحشر؟ قال : سورة بني النضير.
وعنه قال : قلت لابن عباس : سورة الحشر؟ قال : سورة بني النضير. وهم قوم من اليهود. وهي مدنية. وآيها أربع وعشرون ، بلا خلاف.
القول في تأويل قوله تعالى :
(سَبَّحَ لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (١) هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ مِنْ دِيارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ ما ظَنَنْتُمْ أَنْ يَخْرُجُوا وَظَنُّوا أَنَّهُمْ مانِعَتُهُمْ حُصُونُهُمْ مِنَ اللهِ فَأَتاهُمُ اللهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يا أُولِي الْأَبْصارِ) (٢)
(سَبَّحَ لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) تقدم القول في تأويل نظيره.
ثم أشار إلى بيان بعض آثار عزته تعالى ، وإحكام حكمته ، إثر وصفه بالعزة القاهرة ، والحكمة الباهرة على الإطلاق ، بقوله : (هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ
__________________
(١) أخرجه في : التفسير ، سورة الحشر ، ١ ـ باب الجلاء من أرض إلى أرض ، حديث رقم ١٨٦٩.