وكذلك (الجبّار) من أوصافه |
|
والجبر في أوصافه قسمان |
جبر الضعيف. وكل قلب قد غدا |
|
ذا كسرة ، فالجبر منه داني |
والثان جبر القهر بالعز الذي |
|
لا ينبغي لسواه من إنسان |
وله مسمّى ثالث وهو العلوّ |
|
فليس يدنو منه من إنسان |
من قولهم (جبّارة) للنخلة ال |
|
عليا التي فاتت بكل بنان |
(الْمُتَكَبِّرُ) أي الذي يرى الكل حقيرا بالإضافة إلى ذاته ، ولا يرى العظمة والكبرياء إلا لنفسه. فينظر إلى غيره نظر الملوك إلى العبيد. (سُبْحانَ اللهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ) أي من الأوثان والشفعاء. (هُوَ اللهُ الْخالِقُ) أي المقدّر للأشياء على مقتضى حكمته (الْبارِئُ) أي الموجد لها بعد عدم. (الْمُصَوِّرُ) أي الكائنات كما شاء. (لَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى) أي الدالة على محاسن المعاني ، وأحاسن الممادح. (يُسَبِّحُ لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ). أي في تدبيره خلقه. وصرفهم فيما فيه صلاحهم وسعادتهم.
تنبيهات :
الأول ـ قال السيد ابن المرتضى في (إيثار الحق) : مقام معرفة كمال الرب الكريم ، وما يجب له من نعوته وأسمائه الحسنى ، من تمام التوحيد الذي لا بد منه ، لأن كمال الذات بأسمائه الحسنى ، ونعوتها الشريفة ، ولا كمال لذات لا نعت لها ولا اسم ، ولذلك عدّ مذهب الملاحدة في مدح الرب بنفيها ، من أعظم مكايدهم للإسلام ، فإنهم عكسوا المعلوم عقلا وسمعا فذموا الأمر المحمود. ومدحوا الأمر المذموم ، القائم مقام النفي ، والجحد المحض ، وضادّوا كتاب الله ونصوصه الساطعة. قال الله جل جلاله : (وَلِلَّهِ الْأَسْماءُ الْحُسْنى فَادْعُوهُ بِها وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمائِهِ) [الأعراف : ١٨٠]. وقال سبحانه وتعالى : (قُلِ ادْعُوا اللهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمنَ أَيًّا ما تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى) [الإسراء : ١١٠]. فما كان منها منصوصا في كتاب الله وجب الإيمان به على الجميع ، والإنكار على من جحده ، أو زعم أن ظاهر اسم ذمّ لله سبحانه. وما كان في الحديث وجب الإيمان به على من عرف صحته. وما نزل عن هذه المرتبة ، أو كان مختلفا في صحته ، لم يصح استعماله ، فإن الله أجلّ من أن يسمّى باسم لم يتحقق أنه تسمّى به.
ثم قال : وعادة بعض المحدّثين أن يوردوا جميع ما ورد في الحديث المشهور في تعدادها ، مع الاختلاف الشهير في صحته. وحسبك أن البخاري ومسلما تركا