بسم الله الرّحمن الرّحيم
سورة الممتحنة
بفتح الحاء ، وقد تكسر ، فعلى الأول هي صفة المرأة التي نزلت فيها. وعلى الثاني صفة السورة ، كما قيل لبراءة (الفاضحة) ـ كما في (الأعلام) ـ.
قال المهايمي : سميت بها لدلالة آية الامتحان على أنه لا يكتفي في باب الصحة بظواهر الأدلة كالهجرة ، بل لا بد من اختبار البواطن. فدلائل الاعتقادات أولى بذلك. وهذا من أعظم مقاصد القرآن. انتهى.
وفي (جمال القراء) أنها تسمى سورة الامتحان ، وسورة المودة. وهي مدنية. وآيها ثلاث عشرة.
القول في تأويل قوله تعالى :
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِياءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِما جاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَنْ تُؤْمِنُوا بِاللهِ رَبِّكُمْ إِنْ كُنْتُمْ خَرَجْتُمْ جِهاداً فِي سَبِيلِي وَابْتِغاءَ مَرْضاتِي تُسِرُّونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِما أَخْفَيْتُمْ وَما أَعْلَنْتُمْ وَمَنْ يَفْعَلْهُ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَواءَ السَّبِيلِ) (١)
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِياءَ) أي أنصارا. نهي لأصحاب النبيّ صلوات الله عليه ، عن موالاة مشركي مكة المحاربين لله ولرسوله وقتئذ ، لما فيها من الفتنة بالدين وأهله كما يأتي. (تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ) أي صميم المحبة ، والباء زائدة في المفعول (وَقَدْ كَفَرُوا بِما جاءَكُمْ مِنَ الْحَقِ) أي من الإيمان بالله ورسوله وكتابه ، الذي هو نهاية الهدى ، وغاية السعادة.
ثم أشار إلى أنه لم يكفهم ذلك حتى آذوا المؤمنين ، بما يقطع العلائق معهم