لا وجه لتشبيه الكون بالقول ، بل هو مؤول بجعل التشبيه باعتبار المعنى ، إما على تقدير : قل لهم ، كما قال عيسى ، لظهوره فيه ، وانصباب الكلام إليه ، أو تقدير : كونوا أنصار الله ، كما كان الحواريون حين قال لهم عيسى : من أنصاري إلى الله؟
قال الشهاب : ف (ما) مصدرية ، وهي مع صلتها ظرف ، والأصل : ككون الحواريين أنصارا وقت قول عيسى. ثم حذف المظروف ، وأقيم ظرفه مقامه. وقد جعلت الآية من الاحتباك. والأصل : كونوا أنصار الله حين قال لكم النبيّ : من أنصارى إلى الله؟ كما كان الحواريون أنصار الله. حين قال لهم عيسى : من أنصاري إلى الله؟ فحذف من كل منهما ، ما دل عليه المذكور في الآخر. وهو كلام حسن. انتهى.