بسم الله الرحمن الرحيم
سورة الذاريات
قال المهايميّ : سميت بها لأنها مبدأ الخيرات ، فأشبهت العناية الإلهية. وهي مكية. وآيها ستون.
القول في تأويل قوله تعالى :
(وَالذَّارِياتِ ذَرْواً) (١)
(وَالذَّارِياتِ ذَرْواً) يعني : الرياح التي تذرو البخارات ذروا. أي نوعا من الذرو ليعقدها سحبا. أو النساء الولود ، فإنهن يذرين الأولاد ، مجازا شبه تتابع الأولاد بما يتطاير من الرياح. أو الأسباب التي تذري الخلائق من الملائكة وغيرهم. وهو استعارة أيضا شبهت الأشياء المعدة للبروز من كمون العدم ، بالرياح المفرقة للحبوب ونحوها.
و (الذَّارِياتِ) اسم فاعل (ذرا) المعتل بمعنى فرّق وبدّد ما رفعه عن مكانه. ويقال : أذرى أيضا. وأما (ذرأ) المهموز فبمعنى أنشأ وأوجد.
القول في تأويل قوله تعالى :
(فَالْحامِلاتِ وِقْراً) (٢)
(فَالْحامِلاتِ وِقْراً) أي السحب الحاملة للأمطار المنبتة للزروع والأشجار لإفادة الحبوب والثمار. كما قال زيد بن عمرو بن نفيل :
وأسلمت نفسي لمن أسلمت |
|
له المزن تحمل عذبا زلالا |
أو الرياح الحاملة للسحاب ، أو النساء الحوامل ، أو أسباب ذلك.
و (الوقر) بسكر الواو ، كالحمل وزنا ومعنى. وقرئ بفتح الواو على أنه مصدر سمي به المحمول.