بسم الله الرّحمن الرّحيم
سورة القيامة
قال المهايمي : سميت به لتضمنها غاية تعظيم ذلك اليوم ، من لا يتناهى ثوابه وعقابه ، بحيث تتحسّر فيه كل نفس من تقصيرها ، وإن عملت ما عملت.
وهي مكية. وآيها أربعون.
القول في تأويل قوله تعالى :
(لا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيامَةِ (١) وَلا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ) (٢)
(لا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيامَةِ وَلا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ) قال القاشاني : جمع بين القيامة والنفس اللوامة ، في القسم بهما ، تعظيما لشأنهما ، وتناسبا بينهما. إذ النفس اللوامة ، هي المصدقة بها ، المقرة بوقوعها ، المهيئة لأسبابها ، لأنها تلوم نفسها أبدا في التقصير ، والتقاعد عن الخيرات ، وإن أحسنت ، لحرصها على الزيادة في الخير ، وأعمال البر ، تيقنا بالجزاء ، فكيف بها إن أخطأت وفرطت وبدرت منها بادرة غفلة ونسيانا.
ومر الكلام على (لا أُقْسِمُ) في مواقعه قبل هذا فتذكر. وحذف جواب القسم لدلالة قوله :
القول في تأويل قوله تعالى :
(أَيَحْسَبُ الْإِنْسانُ أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظامَهُ (٣) بَلى قادِرِينَ عَلى أَنْ نُسَوِّيَ بَنانَهُ) (٤)
(أَيَحْسَبُ الْإِنْسانُ أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظامَهُ) عليه ، وهو لتبعثنّ. قال القاشانيّ : المراد بالقيامة ، هاهنا ، الصغرى ، لهذه الدلالة بعينها.
(بَلى قادِرِينَ عَلى أَنْ نُسَوِّيَ بَنانَهُ) أي بلى! نجمع عظامه ، قادرين تسوية بنانه التي هي أطراف خلقته وتمامها ، على صغرها ولطافتها ، وضم بعضها إلى بعض ، فكيف بكبار العظام؟!