بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
سورة الإنسان
وتسمى سورة (الدهر) و (الأمشاج) و (هل أتى) وهي مكية وآيها إحدى وثلاثون.
روى الإمام مسلم (١) عن ابن عباس أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم : كان يقرأ في صلاة الصبح يوم الجمعة ـ الم تنزيل السجدة ـ و ـ هل أتى على الإنسان
. القول في تأويل قوله تعالى :
(هَلْ أَتى عَلَى الْإِنْسانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئاً مَذْكُوراً) (١)
(هَلْ أَتى عَلَى الْإِنْسانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئاً مَذْكُوراً) أي في ذلك الحين ، بل كان شيئا منسيّا ، نطفته في الأصلاب. والاستفهام للتقرير.
قال الشهاب : أي الحمل على الإقرار بما دخلت عليه ، والمقرر به من ينكر البعث. وقد علم أنهم يقولون : نعم ، قد مضى دهر طويل لا إنسان فيه. فيقال لهم : فالذي أوجدهم بعد أن لم يكونوا ، كيف يمتنع عليه إحياؤهم بعد موتهم؟ والمراد بالإنسان جنس بني آدم.
القول في تأويل قوله تعالى :
(إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْناهُ سَمِيعاً بَصِيراً) (٢)
(إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشاجٍ) أي ذات أخلاط ، وهي موادها المؤلفة منها. جمع مشج أو مشيج. كسبب وأسباب ، ونصير وأنصار. أو مفرد ، كبرمة أعشار (البرمة القدر. وأعشار أي منكرة كأنها صارت عشر قطع) انتهى (نَبْتَلِيهِ) أي نختبره. والجملة في موضع الحال أي خلقناه مبتلين له ، أي مريدين ابتلاءه ، لا عبثا وسدى (فَجَعَلْناهُ سَمِيعاً بَصِيراً) أي لننظر هل صرف سمعه وبصره إلى استماع آيات الله والنظر فيها. ولما كان تمام المنّة بهما بهبة العقل ، أشار إليه بقوله سبحانه :
__________________
(١) أخرجه في : الجمعة ، حديث رقم ٦٤.