بسم الله الرّحمن الرّحيم
سورة عبس
وتسمى الصاخبة. مكية وآيها اثنتان وأربعون.
القول في تأويل قوله تعالى :
(عَبَسَ وَتَوَلَّى (١) أَنْ جاءَهُ الْأَعْمى) (٢)
(عَبَسَ وَتَوَلَّى أَنْ جاءَهُ الْأَعْمى).
روى ابن جرير : وابن أبي حاتم : عن ابن عباس ، قال : بينا رسول الله صلىاللهعليهوسلم يناجي عتبة بن ربيعة وأبا جهل بن هشام والعباس بن عبد المطلب ، وكان يتصدى لهم كثيرا ، ويحرص عليهم أن يؤمنوا ، فأقبل إليه رجل أعمى يقال له عبد الله بن أم مكتوم ، يمشي وهو يناجيهم. فجعل عبد الله يستقرئ النبيّ صلىاللهعليهوسلم آية من القرآن وقال : يا رسول الله! علمني مما علمك الله. فأعرض عنه رسول الله صلىاللهعليهوسلم وعبس في وجهه وتولى وكره كلامه. وأقبل على الآخرين فلما قضى رسول الله صلىاللهعليهوسلم نجواه ، وأخذ ينقلب إلى أهله ، أمسك الله بعض بصره وخفق برأسه ثم أنزل الله تعالى : (عَبَسَ وَتَوَلَّى) الآيات. فلما نزل فيه ما نزل ، أكرمه رسول الله صلىاللهعليهوسلم وكلمه ، وقال له رسول الله صلىاللهعليهوسلم : ما حاجتك؟ هل تريد من شيء؟ وإذا ذهب من عنده قال : هل لك حاجة في شيء؟
قال ابن كثير : وهكذا ذكر عروة بن الزبير ومجاهد وأبو مالك وقتادة. والضحاك. وابن زيد. وغير واحد من السلف والخلف أنها نزلت في ابن أم مكتوم. والمشهور أن اسمه عبد الله. ويقال عمرو. والله أعلم. انتهى.
وقال الرازي : أجمع المفسرون على أن الذي عبس وتولى هو الرسول صلوات الله عليه. وأجمعوا أن الأعمى هو ابن أم مكتوم. قال الشهاب : وهو مكيّ قرشي من المهاجرين الأولين.
وكان النبيّ صلىاللهعليهوسلم يستخلفه على المدنية في أكثر غزواته. وكان ابن خال خديجة أم المؤمنين رضي الله عنها.