بسم الله الرّحمن الرّحيم
سورة البروج
مكية. وآيها اثنتان وعشرون. روى الإمام أحمد عن أبي هريرة أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم كان يقرأ في العشاء الآخرة بالسماء ذات البروج والسماء والطارق.
القول في تأويل قوله تعالى :
(وَالسَّماءِ ذاتِ الْبُرُوجِ (١) وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ (٢) وَشاهِدٍ وَمَشْهُودٍ (٣) قُتِلَ أَصْحابُ الْأُخْدُودِ (٤) النَّارِ ذاتِ الْوَقُودِ (٥) إِذْ هُمْ عَلَيْها قُعُودٌ (٦) وَهُمْ عَلى ما يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ (٧) وَما نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلاَّ أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ (٨) الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَاللهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ) (٩)
(وَالسَّماءِ ذاتِ الْبُرُوجِ) أي الكواكب والنجوم شبهت بالبروج ، وهي القصور ، لعلوّها. أو البروج منازل عالية في السماء.
قال ابن جرير : وهو اثنا عشر برجا. فمسير القمر في كل برج منها يومان وثلث فذلك ثمانية وعشرون منزلا. ثم يستسر ليلتين. ومسير الشمس في كل برج منها شهر. وأصل معنى البروج ـ كما قال الشهاب ـ الأمر الظاهر من التبرج. ثم صار حقيقة في العرف للقصور العالية. لأنها ظاهرة للناظرين. ويقال لما ارتفع من سور المدينة (برج) أيضا. فشبه ـ على هذا ـ الفلك بسور المدينة وأثبت له البروج (وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ) أي الذي وعد فيه العباد لفصل القضاء بينهم ، وذلك يوم القيامة (وَشاهِدٍ) وهو كل ما له حس يشهد به (وَمَشْهُودٍ) وهو كل محسّ يشهد بالحس. فيدخل فيه العوالم المشهودة كلها. وتخصيص بعض المفسرين بعضا مما يتناوله لفظهما ، لعله لأنه الأهم. أو الأولى أو الأعرف والأظهر ، لقرينة عنده. وإلا فاللفظ على عمومه ، حتى يقوم برهان على تخصيصه.