بسم الله الرّحمن الرّحيم
سورة العلق
سورة العلق. وهي مكية بالإجماع. وصدرها أول آية نزلت من القرآن ، كما صحت بذلك الأخبار. وأما أول سورة نزلت كاملة فهي الفاتحة. ويروى في الأوائل غيرها ، ولا منافاة. لأن الأولية حقيقية ونسبية. روى الشيخان (١) وغيرهما عن عائشة قالت : أول ما بدئ به رسول الله صلىاللهعليهوسلم من الوحي الرؤيا الصالحة في النوم. فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح. ثم حبب إليه الخلاء. فكان يخلوا بغار حراء فيتحنث فيه الليالي ذوات العدد. ويتزوّد لذلك. ثم يرجع إلى خديجة رضي الله عنها فيتزوّد لمثلها ، حتى جاءه الحق وهو في غار حراء. فجاءه الملك فقال (اقْرَأْ) قال : ما أنا بقارئ. قال فأخذني فغطني حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني فقال (اقْرَأْ) فقلت : ما أنا بقارئ فأخذني فغطني الثانية حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني فقال (اقْرَأْ) فقلت : ما أنا بقارئ. فأخذني فغطني الثالثة ثم أرسلني فقال : (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ خَلَقَ الْإِنْسانَ مِنْ عَلَقٍ اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ) فرجع بها رسول الله صلىاللهعليهوسلم يرجف فؤاده.
__________________
(١) أخرجه البخاري في : بدء الوحي ، ٣ ـ باب حدثنا يحيى بن بكير ، حديث رقم ٣.
وأخرجه مسلم في : الإيمان ، حديث رقم ٢٥٢.