القراء. ولغتان صحيحتان. والعرب تجمع العمود عمدا وعمدا ، بضم الحرفين وفتحهما ، كما تفعل في جمع إهاب تجمعه أهبا وأهبا.
تنبيه :
قال القاشاني في بيان آفات رذيلتي الهمز واللمز اللتين نزلت في وعيدهما السورة ، ما مثاله : الهمز أي الكسر من أعراض الناس واللمز أي الطعن فيهم ، رذيلتان مركبتان من الجهل والغضب والكبر. لأنهما يتضمنان الإيذاء وطلب الترفع على الناس. وصاحبهما يريد أن يتفضل على الناس ، ولا يجد في نفسه فضيلة يترفع بها. فينسب العيب والرذيلة إليهم ، ليظهر فضله عليهم. ولا يشعر أن ذلك عين الرذيلة. فهو مخدوع من نفسه وشيطانه موصوف برذيلتي القوة النطقية والغضبية.
ثم قال : وفي قوله تعالى : (وَعَدَّدَهُ) إشارة أيضا إلى الجهل. لأن الذي جعل المال عدة للنوائب ، لا يعلم أن نفس ذلك المال يجر إليه النوائب. لاقتضاء حكمة الله تفريقه في النائبات ، فكيف يدفعها؟ وكذا في قوله : (يَحْسَبُ أَنَّ مالَهُ أَخْلَدَهُ) أي لا يشعر أن المقتنيات المخلدة لصاحبها هي العلوم والفضائل النفسانية الباقية ، لا العروض والذخائر الجسمانية الفانية ولكنه مخدوع بطول الأمل ، مغرور بشيطان الوهم عن بغتة الأجل. والحاصل أن الجهل الذي هو رذيلة القوة الملكية ، أصل جميع الرذائل ، ومستلزم لها. فلا جرم أنه يستحق صاحبه المغمور فيها ، العذاب الأبديّ المستولي على القلب المبطل لجوهره.