بسم الله الرّحمن الرّحيم
سورة قريش
مكية ، وآيها أربع.
القول في تأويل قوله تعالى :
(لِإِيلافِ قُرَيْشٍ (١) إِيلافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتاءِ وَالصَّيْفِ (٢) فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هذَا الْبَيْتِ (٣) الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ) (٤)
(لِإِيلافِ قُرَيْشٍ إِيلافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتاءِ وَالصَّيْفِ) قال ابن هشام : إيلاف قريش إلفهم الخروج إلى الشام في تجارتهم. وكانت لهم خرجتان : خرجة في الشتاء وخرجة في الصيف. قال : أخبرني أبو زيد الأنصاري أن العرب تقول : ألفت الشيء إلفا ، وآلفته إيلافا ، في معنى واحد وأنشدني لذي الرمة :
من المؤلفات الرمل إدماء حرة |
|
شعاع الضّحى في لونها يتوضّح |
والإيلاف أيضا أن يكون للإنسان ألف من الإبل أو البقر أو الغنم أو غير ذلك ، ويقال آلف فلان إيلافا ، قال الكميت بن زيد :
بعام يقول له المؤلفو |
|
ن هذا المعيم لنا المرجل |
والمعيم العام الذي قل فيه اللبن. والإيلاف أيضا أن يصير القوم ألفا يقال آلف القوم إيلافا. قال الكميت :
وآل مزيقياء غداة لاقوا |
|
بني سعد بن ضبّة مؤلفينا |
والإيلاف أيضا أن يؤلف الشيء ، فيألفه ويلزمه. يقال : آلفته إياه إيلافا. والإيلاف أيضا أن تصيّر ما دون الألف ألفا. يقال : آلفته إيلافا. انتهى. ولورود الإيلاف بهذه المعاني ، ظهر سر إبداله بالمقيد منه بعد إطلاقه. مع ما في الإبهام ، ثم التفسير من التفخيم والتقرير. روى ابن جرير عن عكرمة قال : كانت قريش قد ألفوا بصرى واليمن ، يختلفون إلى هذه في الشتاء وإلى تلك في الصيف. وعن ابن زيد