بسم الله الرّحمن الرّحيم
سورة الماعون
مدنية ، وآيها سبع.
القول في تأويل قوله تعالى :
(أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ (١) فَذلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ (٢) وَلا يَحُضُّ عَلى طَعامِ الْمِسْكِينِ (٣) فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ (٤) الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ ساهُونَ (٥) الَّذِينَ هُمْ يُراؤُنَ (٦) وَيَمْنَعُونَ الْماعُونَ) (٧)
(أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ) أي بثواب الله وعقابه ، فلا يطيعه في أمره ونهيه قال أبو السعود : استفهام أريد به تشويق السامع إلى معرفة من سيق له الكلام والتعجيب منه. والخطاب للنبيّ صلىاللهعليهوسلم. أو لكل عاقل. والرؤية بمعنى العلم. والفاء في قوله تعالى : (فَذلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ) جواب شرط محذوف ، على أن (ذلك) مبتدأ والموصول خبره. والمعنى : هل عرفت الذي يكذّب بالجزاء أو بالإسلام ، إن لم تعرفه أو إن أردت أن تعرفه فهو الذي يدفع اليتيم دفعا عنيفا ويزجره زجرا قبيحا. يقال : دفعت فلانا عن حقه : دفعت عنه وظلمته (وَلا يَحُضُّ عَلى طَعامِ الْمِسْكِينِ) أي لا يحث غيره من ذوي اليسار على إطعام المحتاج وسدّ خلته. بل يبخل بسعيه عند الأغنياء لإغاثة البؤساء.
قال الشهاب : إن كان الطعام بمعنى الإطعام ، كما قاله الراغب ، فهو ظاهر. وإلا ففيه مضاف مقدر. أي بذل طعام المسكين. واختياره على الإطعام للإشعار بأنه كأنه مالك لما يعطى له كما في قوله : (فِي أَمْوالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ) [المعارج : ٢٤ ـ ٢٥] ، فهو بيان لشدة الاستحقاق. وفيه إشارة للنهي عن الامتنان.