بسم الله الرحمن الرحيم
سورة القمر
وتسمى سورة (اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ) وهي مكية. وآيها خمس وخمسون.
قال ابن كثير : ورد في حديث أبي واقد أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم كان يقرأ بقاف وو (اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ) في الأضحى والفطر. وكان يقرأ بهما في المحافل الكبار ، لاشتمالهما على ذكر الوعد والوعيد ، وبدء الخلق وإعادته ، والتوحيد ، وإثبات النبوات ، وغير ذلك من المقاصد العظيمة.
القول في تأويل قوله تعالى :
(اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ) (١)
(اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ) أي دنت الساعة التي تقوم فيها القيامة. كما قال : (أَتى أَمْرُ اللهِ فَلا تَسْتَعْجِلُوهُ) [النحل : ١] ، وقال : (اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ) [الأنبياء : ١].
قال ابن جرير : وهذا من الله تعالى إنذاره لعباده بدنوّ القيامة ، وقرب فناء الدنيا ، وأمر لهم بالاستعداد لأهوال القيامة ، قبل هجومها عليهم ، وهم عنها في غفلة ساهون. (وَانْشَقَّ الْقَمَرُ).
القول في تأويل قوله تعالى :
(وَإِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ) (٢)
(وَإِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ) قال ابن جرير : كان ذلك ، فيما ذكر ، على عهد رسول الله صلىاللهعليهوسلم وهو بمكة ، قبل هجرته إلى المدينة. وذلك أن كفار