بسم الله الرحمن الرحيم
سورة الرحمن
قال المهايميّ : سميت به لأنها مملوءة بذكر الآلاء الجليلة ، وهي راجعة إلى هذا الاسم.
وهي مكية ، على قول ابن عباس. وآيها ثمان وسبعون.
وقد روى الإمام أحمد أن أول مفصل ابن مسعود ، كان الرحمن.
القول في تأويل قوله تعالى :
(الرَّحْمنُ (١) عَلَّمَ الْقُرْآنَ) (٢)
(الرَّحْمنُ عَلَّمَ الْقُرْآنَ) أي بصّر به ما فيه رضاه ، وما فيه سخطه ، برحمته ليطاع باتباع ما يرضيه ، وعمل ما أمر به ، وباجتناب ما نهى عنه ، وأوعد عليه ، فينال جزيل ثوابه ، وينجى من أليم عقابه.
قال القاضي : لما كانت السورة مقصورة على تعداد النعم الدنيوية والأخروية ، صدّرها ب (الرَّحْمنُ) وقدم ما هو أصل النعم الدينية وأجلّها ، وهو إنعامه بالقرآن ، وتنزيله وتعليمه ، فإنه أساس الدين ، ومنشأ الشرع ، وأعظم الوحي ، وأعز الكتب ، إذ هو بإعجازه واشتماله على خلاصتها ، مصدق لنفسه ، ومصداق لها.
ثم أتبعه بقوله :
القول في تأويل قوله تعالى :
(خَلَقَ الْإِنْسانَ (٣) عَلَّمَهُ الْبَيانَ) (٤)
(خَلَقَ الْإِنْسانَ عَلَّمَهُ الْبَيانَ) إيماء بأن خلق البشر ، وما تميز به عن سائر الحيوان من البيان ـ وهو التعبير عما في الضمير ، وإفهام الغير ـ لما أدركه لتلقى الوحي ،