قاعدة لا ضرر في المسائل الفقهيّة :
البحث حول المسائل الأُصوليّة والقواعد الفقهيّة على مستوى المجال النظري فحسب ، بلا تطبيق على المسائل الفقهيّة الّتي تعتبر مجالاً عمليّاً لتلك الضوابط الأُصوليّة والفقهيّة ، بحث جافّ قليل الفائدة قد لا تحصل منه للطّالب ثمرة تجديه في ممارسة عمليّة الاستنباط والحصول على ملكة الاجتهاد.
وأمّا البحث عن تلك القضايا مشفوعاً بالتّتبّع عن المسائل الفقهيّة وتحقيق الموارد الّتي استدلّ الفقهاء بالقوانين الأُصوليّة أو القواعد الفقهيّة عليها ، فهو أُسلوب علميّ دراسي راق يأخذ بيد المحصّل إلى الامام ويعطيه مجالاً عمليّاً خصباً للتمرين والممارسة الاجتهاديّة.
وهذا الأُسلوب الرّاقي كثيراً ما يركّز عليه أُستاذنا الكبير المحقّق سماحة الشيخ السبحاني في حلقات درسه ومحاضراته ويجهد لأن يذكر للمسائل الأُصولية ثمرات فقهية في مختلف الأبواب وقد شكل في سالف الأيّام لجنة علمية لمطالعة الموسوعات الفقهية كالجواهر ومجمع الفائدة لاستخراج المسائل الفقهيّة المستنبط حكمها من المسائل الأُصوليّة واللجنة بعد في عملها وقد أرشدني حينما أوعز إليّ تحرير رسالة قاعدة لا ضرر ، إلى استخراج الموارد الفقهيّة الّتي استدلّ الفقهاء بالقاعدة عليها حتّى تكمل بذلك الرّسالة عن الأُسلوب العلميّ الجافّ.
فتتبّعت المسألة في متون الكتب الفقهيّة لفقهائنا الأقدمين والمتأخّرين والمعاصرين ، وكذلك فقهاء العامّة بما تيّسر وسنحت لي بذلك الظروف ، فاستعنت مضافاً إلى المراجعة المستقيمة ـ بجهاز الكمبيوتر المعدّ لتلك الدراسات في المؤسّسات العلميّة في حوزة قم المقدّسة ـ بُغية الحصول على نصوص أكثر في أسرع وقت ممكن.
واستخرجت من كتب أصحابنا ما يقارب ٦٥٠ نصّاً معظمها من جواهر الكلام حيث استخرجت منه حوالي ٥٠٠ مورد.