الضّرر والضِّرار في السّنّة
الروايات الحاكية عن تحريم الضّرر والضّرار على أقسام كثيرة (١) نأتي بما وقفنا عليه في كتب الفريقين.
القسم الأوّل : ما يعتمد في بيان الحكم على نقل قضيّة سمُرة بن جندب (٢)
__________________
(١) قد ادّعى فخر المحقّقين كما في ايضاح الفوائد في شرح القواعد ج ٢ / ٤٨ تواترها. وهذا هو الحقّ فانّ من تتبّعها في مطاوى الكتب يجد صدق تلك الدعوى جليّاً ، وعليه فلا حاجة إلى التفتيش عن اسنادها. فإنّها إن لم تكن متواترة فهي مستفيضة بلا اشكال. وقد أثبتنا مضمونها كما مرّ عليك ـ في الفصل السابق ـ على ضوء الآيات الكريمة مضافاً إلى أنّ هذا المطلب من المستقلّات العقليّة ، حيث إنّ الضرر والضرار من شعب الظلم والعقل يستقلّ بقبح ذلك كما هو معلوم.
(٢) سمرة بن جندب كان من أعلام المنافقين. وقد اميط اللّثام عن نفاقه في عناده لرسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم كما ستعرف من قصّته في الأحاديث الآتية وكذلك من قصّة ضربه بالعنزة ناقة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم القصواء وشجّه رأسها. وكلّما تطاول عليه الزمان ـ حيث بقي إلى عهد معاوية بن أبي سفيان بل إلى زمن ابنه يزيد ـ اسفرت الأيّام عن خبث طينته إلحاده. فانّه شارك مشاركة فعّالة في المخطّط الاجرامي الذي دبّره معاوية لجعل الأحاديث وخلقها في صالح المنافقين وضدّ عليّ أمير المؤمنين (عليهالسلام) كما أنّه أسرف كثيراً في سفك دماء الابرياء لتشييد سلطان الأُمويّين حيث قتل أكثر من ثمانية آلاف من الشّيعة حينما استخلفه زياد بن أبيه على البصرة! وفي نهاية عمره المليء بالاجرام ساهم في الخروج لقتل سبط الرّسول صلىاللهعليهوآلهوسلم حيث كان على شرطة عبيد الله بن زياد يحرّض الناس على الخروج للحسين (عليهالسلام) وقتاله.
انظر : الشرح الحديدي ج ١ / ٣٦١ و ٣٦٣ ـ الكامل في التاريخ ج ٣ / ٤٨٢ و ٥٠٣ ـ معجم رجال الحديث للسيّد الخوئي ـ قده ـ ج ٨ / ٣٠٥ ـ ٣٠٧.