عبد الله (عليهالسلام) عن آبائه عن علي (عليهالسلام) عن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : «إيّاكم وأكل الغدد فانّه يحرّك الجذام وقال : عوفيت اليهود لتركهم الغدد». (١)
١١ ـ في العلل ومعاني الأخبار بأسانيده عن محمّد بن سنان عن الرضا (عليهالسلام) في حديث العلل التي كتبها إليه : «وحرّم الطحال لما فيه من الدم ولأنّ علّته وعلة الدم والميتة واحدة لأنّه يجري مجراها في الفساد». (٢)
١٢ ـ عن ابن أبي زياد عن أبي جعفر (عليهالسلام) قال : «وأكثر مكايد الشيطان أكل الطين. إنّ الطين يورث السقم في الجسد ويهيّج الدّاء ومن أكل الطين فضعف عن قوّته الّتي كانت قبل أن يأكله وضعف عن العمل الّذي كان يعمله قبل أن يأكله حوسب على ما بين ضعفه وقوّته وعذّب عليه». (٣)
فهذه الأحاديث كلّها تشير إلى أنّ الميتة والدم والطّحال والطين والغدد لم تحرّم إلّا لأنّها مصاديق لتلك الضابطة الكلّية وهي حرمة كلّ ما كان مضرّاً لبدن الإنسان ويستفاد من مجموعها بصورة قطعية حرمة الإضرار بالنّفس مطلقاً.
الطائفة الخامسة : ما ترتبط بالعلاقات الاجتماعيّة :
منها : ما عن طلحة بن زيد عن أبي عبد الله (عليهالسلام) قال : «إنّ الجار كالنّفس غير مضارّ ولا آثم ، ورواه الشيخ باسناده عن أحمد بن محمّد مثله». (٤)
ففي هذا الحديث نهى عن الاضرار بالجار بجملة خبريّة ودلالتها على التحريم واضحة ، وشبّه هذا التحريم بتحريم الاضرار بالنّفس وجعل المشبّه به
__________________
(١) الوسائل : ج ١٧ ، الباب ١٩ من أبواب الأطعمة المباحة ، ص ٣٦٢.
(٢) المصدر نفسه : ٣٧٩.
(٣) المصدر نفسه : ٣٩٢.
(٤) المصدر نفسه : باب ١٢ من أبواب احياء الموات ، الحديث ٢ ، وأيضاً : الفروع : ٥ / ٢٩٢ ح ١ من باب الضرار ، والتهذيب : ٧ / ١٤٦ ح ٣٥.