الأمر الثالث : في بيان الفرق بين «الضرر» و «الضرار» :
إنّ هنا ألفاظاً ثلاثة يجب التعرّف على مفاهيمها :
١ ـ الضر : بفتح الفاء وتشديد اللام. وهو مصدر هذا الباب ويقابل النفع. يقال : ضرّ ، يضرُّ ، ضرّاً. ضد : نفع ، ينفع ، نفعاً.
٢ ـ الضرر : هو اسم مصدر الباب ، وسيوافيك أنّ الضُّر بضمّ الفاء ، أيضاً اسم مثل الضرر.
٣ ـ الضرار : وهو مصدر باب المفاعلة.
وعلى ذلك ، فالفرق بين الأوّلين هو الفرق الموجود بين المصدر واسمه ، فما ذكره اللغويون للمصدر من المعنى يرجع إلى اسمه أيضاً فنقول :
قال في الصحاح : الضر خلاف النفع ، وقد ضرّه وضارّه بمعنى ، والاسم الضرر ... إلى أن قال : و «الضرار» المضارّة. (١)
وقال في معجم مقاييس اللغة : الضرّ ضد النفع. (٢)
وقال الراغب في مفرداته : الضرّ سوء الحال ، إمّا في نفسه لقلّة العلم والفضل والعفة ، وإمّا في بدنه لعدم جارحة ونقص ، وإمّا في حالة ظاهرة من قلّة مال أو جاه. وقوله : «فكشفنا ما به من ضر» محتمل لثلاثتها. (٣)
وقال في القاموس : «الضرّ» بالضم ضد النفع أو بالفتح مصدر ... إلى أن
__________________
(١) الصحاح ، ج ٢ ، ص ٧١٩ ـ ٧٢٠ ، مادة ضرر.
(٢) معجم مقاييس اللغة ، ج ٣ ، ص ٣٦٠.
(٣) مفردات الراغب ، ص ٢٩٣.