__________________
وكتاب النجاشي مقدّم على (فهرست الشيخ الطوسي) لأمور :
١ ـ أنه كُتب بعد (فهرست الشيخ الطوسي) وفي أواخر عمر النجاشي رحمهالله ، بينما كتب الشيخ الطوسي (قدس سره الشريف) فهرسته في بدايات عمره.
٢ ـ كان الشيخ الطوسي (قدس سره الشريف) ملما بعلوم كثيرة وله فيها مؤلفات متعددة فكانت طاقته العلمية متوزعة على جميع هذه العلوم ، ولذا أورد عليه المحققون كثيرا من الاشكالات ، بينما تخصص الشيخ النجاشي وأفنى عمره في علم الرجال فقط.
٣ ـ كان النجاشي رحمهالله محيطا بعلم الأنساب ، وعلم الأنساب علم ضروري جدا لمعرفة حال الرجال.
٤ ـ لقد كان كثير من الرواة كوفيين أو من أطراف الكوفة ، والنجاشي كوفي أيضاً ، وبالتالي فهو أعرف بحالهم من غيره.
٥ ـ لقد تمرس النجاشي رحمهالله من خبرة ابن الغضائري رحمهالله واستفاد منها كثيرا وابن الغضائري رحمهالله كان أستاذا كبيرا لهذا العلم.
٦ ـ لقد رأى النجاشي رحمهالله كثرا من علماء الرجال ممن لم يرهم الشيخ الطوسي (قدس سره الشريف) ، ولو دققنا في التواريخ المذكورة في كتابه لاتضح لنا أنه كتبه بين ٤١٩ و ٤٣٦ هجرية. فهو ذكر وفاة محمد بن عبد الملك التبان التي كانت في سنة ٤١٩ هـ ، وحينما ذكر السيد المرتضى (قدس سره الشريف) دعا له بقوله : «أطال الله بقاءه» و «أدام توفيقه» ، علما أن وفاة السيد المرتضى (قدس سره الشريف) كانت في عام٤٣٦ هـ ، لقد تكفل كتاب النجاشي بذكر ١٢٦٩ من الرواة مع ذكر مدى وثاقتهم ، وقد خصص لبعضهم عدة أسطر ، وأكثر للبعض الآخر.
ومن مميزات كتاب النجاشي رحمهالله أنه ذكر مذهب الراوي ومدى وثاقته وبالإضافة إلى ذلك ذكر جميع مصنفاته ومؤلفاته. وهذا الكتاب يُعتبر من أهم المصادر لدراسة الرواة وأحوالهم وأعظم الكتب الرجالية المعتمدة في