ودعاء علقمة. وجاءني مرة ثالثة وقال : لم تذهب إلى الآن؟ فقلت : لا. حتى انبلج الصبح ، فقال لي : أنا سألحقك الآن بإحدى القوافل ، فركب حمارا ووضع مجرفته على كتفه ثم قال لي : اركب معي ، فركبت وأخذت عنان فرسي ولكنه أبى أن يتحرك ، فقال لي الرجل : ناولني عنان الفرس ، فناولته إياه ، فوضع المجرفة على كتفه الأيسر وأخذ عنان الفرس بيده اليمنى وتحركنا ومشى الفرس معنا طائعا ، ثم وضع الرجل يده على ركبتي وقال لي : لماذا لا تصلي صلاة الليل؟ وردد ثلاثا : النافلة ، النافلة ، النافلة. ثم قال : لماذا لا تقرأ زيارة عاشوراء؟ عاشوراء ، عاشوراء ، عاشوراء. ثم قال : لماذا لا تقرأ الزيارة الجامعة؟ الجامعة ، الجامعة ، الجامعة. فقال لي ونحن على تلك الحال : هؤلاء هم أصحابك نزلوا إلى حافة النهر يتوضئون لصلاة الصبح. فنزلت من الحمار لأصعد فرسي فلم أتمكن ، فنزل هو وأثبت مجرفته في الثلج ، وأركبني على فرسي وأرجعني إلى أصحابي. في تلك الساعة بدأت أتأمل وأتساءل : من هو يا ترى ذلك الشخص؟ وكيف يتكلم اللغة الفارسية والحال انه لا توجد لغة هناك غير اللغة التركية؟ ولم يكن هناك دين في الغالب غير المسيحية؟ كيف أوصلني بهذه