ولأجل هذا فإن المقام الشامخ والمزار العظيم للسيدة رقية بنت الإمام الحسين ‘ ثابت بالشهرة منذ دفنها عليهاالسلام فيه ، ولعل الإمام الحسين عليهالسلام أراد أن يُبقي تذكاراً في الشام ليبقى في وعي المؤمنين ، ولكي لا يأتي في المستقبل مَن يُنكر حوادث الظلم والأسر الذي تعرّض له أهل بيت الطهارة والعصمة عليهمالسلام ، فهذه الطفلة الصغيرة شاهد عظيم على أن ظلم الأمويين وأسرهم شمِل حتى الأطفال الصغار ، ونحن نلتزم بأن الشهرة قائمة على دفن السيدة رقية عليهاالسلام في هذا المكان ، فقد استشهدت عليهاالسلام في هذا المكان ودفنت في هذا المكان ، وقد أسرعنا لزيارتها عليهاالسلام ولابد من رعاية الاحترام لهذا المكان المقدس. ولا يقال أنها مجرد طفلة صغيرة السن؛ فعبد الله عليهالسلام كان طفلا رضيعاً ، ولكنه حائز على مقام رفيع إذ دفن في كربلاء مع أبيه الحسين عليهالسلام. وقد ذكروا أن دفنه في هذا المكان له دلالاته الخاصة حيث أن الإمام الحسين عليهالسلام سيُخرج يده من الضريح وهي تحمل عبد الله الرضيع عليهالسلام. إذن فدفن السيدة رقية عليهاالسلام وهي صغيرة السن شاهد كبير ومَعلَم قوي على مقدار الظلم والأسر الذي تعرض آل البيت عليهمالسلام ، هذا الظلم الذي أبكى جميع الأنبياء والمرسلين من آدم إلى خاتم الرسل محمد صلىاللهعليهوآله ، إلى درجة أن الله تعالى أقام العزاء للإمام الحسين عليهالسلام بحضور آدم. ولذا فإن احترام هذا المكان يعد من