الضمير في قوله ـ تعالى ـ (وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ) يرى ابن جرير وغيره أنه يعود إلى نوح لأنه أقرب مذكور.
ويرى جمهور المفسرين أنه يعود على إبراهيم لأن الكلام في شأنه وفي شأن النعم التي منحها الله إياه.
وقد ذكر الله في هذه الآيات أربعة عشر نبيا وهم :
١ ـ داود بن يسى من سبط يهوذا من بنى إسرائيل وكانت ولادته في بيت لحم سنة ١٠٨٥ ق. م تقريبا وهو الذي قتل جالوت كما جاء في القرآن الكريم (وَقَتَلَ داوُدُ جالُوتَ وَآتاهُ اللهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشاءُ) وكانت وفاته سنة ١٠٠٠ ق م تقريبا.
٢ ـ سليمان بن داود ـ عليهماالسلام ـ ولد بأورشليم حوالى سنة ١٠٤٣ ق. م. وتوفى سنة ٩٧٥ ق. م. وقد جاء ذكر داود وسليمان في كثير من آيات القرآن الكريم ، ومن ذلك قوله ـ تعالى ـ (وَلَقَدْ آتَيْنا داوُدَ وَسُلَيْمانَ عِلْماً وَقالا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي فَضَّلَنا عَلى كَثِيرٍ مِنْ عِبادِهِ الْمُؤْمِنِينَ).
٣ ـ أيوب ، قال ابن جرير : هو ابن موصى بن روم بن عيص بن إسحاق ، وروى الطبراني أن مدة عمره كانت ثلاثا وتسعين سنة.
٤ ـ يوسف وهو ابن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم ـ عليهالسلام ـ وكانت ولادته قبل ميلاد عيسى ـ عليهالسلام ـ بألفى سنة تقريبا.
٥ ـ موسى وهو ابن عمران بن يصهر بن ماهيث بن لاوى بن يعقوب وكانت ولادته حوالى القرن الرابع عشر ق. م.
٦ ـ هارون وهو أخو موسى لأمه وقيل لأبيه وأمه ، وقيل مات قبيل موسى بزمن يسير.
٧ ـ زكريا وهو ابن أزن بن بركيا ويتصل نسبه بسليمان ـ عليهالسلام ـ وكان قريب العهد بعيسى حيث تولى كفالة أمه مريم كما جاء في القرآن الكريم (وَكَفَّلَها زَكَرِيَّا).
٨ ـ يحيى وهو ابن زكريا.
٩ ـ عيسى وهو ابن مريم. قال ابن كثير. وفي ذكر عيسى في ذرية إبراهيم أو نوح دلالة على دخول ولد البنات في ذرية الرجل ، لأن انتساب عيسى ليس إلا من جهة أمه مريم.
١٠ ـ الياس وهو ابن فنحاص بن العيزار بن هارون أخى موسى وهو المعروف في كتب الإسرائيليين باسم «إيليا» وقد أرسله الله إلى بنى إسرائيل حين عبدوا الأوثان قال ـ تعالى ـ (وَإِنَّ إِلْياسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ* إِذْ قالَ لِقَوْمِهِ أَلا تَتَّقُونَ* أَتَدْعُونَ بَعْلاً وَتَذَرُونَ أَحْسَنَ الْخالِقِينَ).