ويقال إنه كان موجودا في زمن الملك «آحاب» ملك بنى إسرائيل في حوالى سنة ٩١٨ ق م.
١١ ـ إسماعيل وهو الابن الأكبر لإبراهيم ـ عليهماالسلام ـ وجد محمد صلىاللهعليهوسلم.
١٢ ـ اليسع وهو ابن شافاط وكانت وفاته حوالى سنة ٨٤٠ ق م ودفن بالسامرة.
١٣ ـ يونس وهو ابن متى أرسله الله إلى أهل نينوى من بلاد آشور في حوالى القرن الثامن ق م.
١٤ ـ لوط وهو ابن هاران بن تارح فهو ابن أخى إبراهيم وكانت رسالته إلى أهل سدوم من شرق الأردن.
وقوله (وَكلًّا فَضَّلْنا عَلَى الْعالَمِينَ) أى : وكل واحد من هؤلاء الأنبياء المذكورين لا بعضهم دون بعض فضلناه بالنبوة على العالمين من أهل عصره.
قال الجمل : اعلم أن الله ـ تعالى ـ ذكر هنا ثمانية عشر نبيا من غير ترتيب لا بحسب الزمان ولا بحسب الفضل لأن الواو لا تقتضي الترتيب ، ولكن هنا لطيفة في هذا الترتيب وهي أن الله ـ تعالى ـ خص كل طائفة من الأنبياء بنوع من الكرامة والفضل ، فذكر أولا نوحا وإبراهيم وإسحاق ويعقوب لأنهم أصول الأنبياء وإليهم يرجع حسبهم جميعا. ثم من المراتب المعتبرة بعد النبوة الملك والقدرة والسلطان وقد أعطى الله من ذلك داود وسليمان حظا وافرا. ومن المراتب الصبر عند نزول البلاء والمحن والشدائد وقد خص الله بهذه أيوب. ثم عطف على هاتين المرتبتين من جمع بينهما وهو يوسف فإنه صبر على البلاء والشدة إلى أن آتاه الله ملك مصر مع النبوة ، ثم من المراتب المعتبرة في تفضيل الأنبياء كثرة المعجزات وقوة البراهين وقد خص الله موسى وهارون من ذلك بالحظ الوافر ، ومن المراتب المعتبرة الزهد في الدنيا وقد خص الله بذلك زكريا ويحيى وعيسى وإلياس ، ثم ذكر الله بعد هؤلاء الأنبياء من لم يبق له أتباع ولا شريعة وهم إسماعيل واليسع ويونس ولوط فإذا اعتبرنا هذه اللطيفة كان هذا الترتيب حسنا والله أعلم بمراده وأسرار كتابه (١)».
ومن المعروف أن الأنبياء الذين يجب الإيمان بهم على التفصيل خمسة وعشرون نبيا. وهم هؤلاء الثماني عشرة الذين ذكروا في هذه الآيات ، يضاف إليهم سبعة نظمهم الناظم في قوله :
حتم على كل ذي التكليف معرفة |
|
بأنبياء على التفصيل قد علموا |
في تلك حجتنا منهم ثمانية |
|
من بعد عشر ويبقى سبعة وهم |
إدريس ، هود ، شعيب ، صالح وكذا |
|
ذو الكفل آدم بالمختار قد ختموا |
__________________
(١) حاشية الجمل على الجلالين ج ٢ ص ٥٩.