منهم أهل الحالات ، وهم على عشرة أقسام ، قسم منهم المراقبون وإنفاقهم ثلثه دفع الخطرات ، وإخفاء المناجاة ، وحفظ الحرمة في الخلوات ، وقسم منهم الخائفون ، وإنفاقهم ثلثه قلة النوم وقلة الأكل وقلة الكلام ، وقسم منهم الراجعون وإنفاقهم ثلثه ترك الطبع في الدارين ، والارتقاء من هذين المنزلين وتخلية السر عن ذكر العالمين ، وقسم منهم المجنون ، وإنفاقهم ثلثه الاتقاء عن معرض الكرامات ، وترك الالتفات إلى الطاعات ، وتصفية القلب من الدرجات ، لوصولهم إلى مقام المشاهدات ، وقسم منهم المشتاقون ، وإنفاقهم ثلثه احتراق القلوب بنيران الحزن ، واحتراق النفوس بنيران الجوع ، واحتراق الأرواح بنيران الخوف والإجلال ، وقسم منهم العاشقون ، وإنفاقهم ثلثه ترك طلب الولاية ، وترك حظ المحبة ، والتزام السر في منزل الرعاية ، وقسم منهم الموقنون ، وإنفاقهم ثلثه ترك الشفقة على النفوس ، ودوام رعاية القلوب ، والشروع في تزكية الأرواح عن ذكر الحدثان ، وقسم منهم المستأنسون ، وإنفاقهم ثلثه الأعراض عن الخلق ، وإلقاء الخاطر إلى مشهد طلوع صبح أنوار المشاهدة ، وطهارة السر عن معارضة العد ، وقسم منهم المطمئنون ، وإنفاقهم ثلثه التمكن في البلاء والصبر في العناء ، والشكر في النعماء ، وقسم منهم المحسنون ، وإنفاقهم ثلثه صحة العبودية ، بنعت رؤية المشاهدة ، وبذل الروح لله بلا رغبة في ثواب الجنة ، ومطالعة أنوار الكناية ، وطبقة منهم أهل المعرفة ، وهم على عشرة أقسام ، قسم منهم الذاكرون ، وإنفاقهم ثلثه دفع الوسواس ، وطرد الغفلة من القلب بين الناس ، والخروج من رسوم الأشخاص ، ومنهم المتفكرون ، وإنفاقهم ثلثه إرسال الأرواح إلى مشاهدة الغيوب لترائي هلال جلال القدم ، وإمهال العقول إلى ميادين الملكوت لمشاهدة الجبروت ، وإدلاء القلوب إلى بساط القربة لطلب الوصلة بنعت الهيبة ، وركاب السر في جولانه في أنوار البقاء والأزل ، وقسم منهم الحكماء ، وإنفاقهم ثلثه التكلم للمريدين ، ونشر العلم للطالبين ، وإرشاد الصواب للعالمين ، قسم منهم أهل الحياء ، وإنفاقهم ثلثه الفرق بالسر من مقام المكر ، وتقديس شهوة الخفية عن مشهد الذكر ، ودفع دقائق الرياء في مجاري الخطرات ، وقسم منهم أهل التلوين ، وإنفاقهم ثلثه التفكر في الربوبية بالعقل لتحصيل المعرفة ، والنظر إلى قديم إنعامه بالقلب لتحصيل المحبة ، والسر بالروح في عالم الملكوت لتحصيل أنوار المشاهدة ، وهذه صفة من يباشر قلبه نور الأحادية على الأوقات السرمدية ، فهؤلاء متنورون بكنوز أنوار التوحيد ، معرفون من بحار الامتنان ، حقائق أسرار الهوية بنعت التجريد ، ناطقون عما في الضمائر ، وكاشفون مكنون السرائر ، وقسم منهم أهل التمكين ، وإنفاقهم ثلثه حفظ جناح العبودية على وصيد الربوبية ، ودفع تهمة البشرية عن مصدر كشف المشاهدة ، ورسوخ السر في طوالع سلطان الهيبة ، فأهل التمكين متربون عن إدراك حقيقة جمال القدم ، مقدمون عن اتحاد البقاء بإعدام مشاهد صرف سلطان الوحدانية ،