وهو مأخوذ من السكون الذي هو ضد الحركة ، لأن احتياجه إلى غيره أسكنه وأذله.
وقيل. المسكين هو الذي له مال أو كسب ولكنه لا يكفيه ، وعلى هذا يكون قريب الشبه بالفقير.
وقوله : (وَالْعامِلِينَ عَلَيْها) بيان للصنف الثالث من الأصناف الذين تجب لهم الزكاة.
والمراد بهم. من كلفهم الإمام بجمع الزكاة وتحصيلها ممن يملكون نصابها.
ويدخل فيهم العريف ، والحاسب ، والكاتب ، وحافظ المال ، وكل من كلفه الإمام أو نائبه بعمل يتعلق بجمع الزكاة أو حفظها ، أو توزيعها.
وقوله. (وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ) بيان للصنف الرابع.
والمراد بهم الأشخاص الذين يرى الإمام دفع شيء من الزكاة إليهم تأليفا لقلوبهم ، واستمالة لنفوسهم نحو الإسلام ، لكف شرهم ، أو لرجاء نفعهم ، وهم أنواع :
منهم قوم من الكفار ، كصفوان بن أمية ، فقد أعطاه النبي صلىاللهعليهوسلم من غنائم حنين ، وكان صفوان يومئذ كافرا ، ثم أسلم وقال : والله لقد أعطانى النبي صلىاللهعليهوسلم وكان أبغض الناس إلى ، فما زال يعطيني. حتى أسلمت وإنه لأحب الناس إلى.
ومنهم قوم كانوا حديثي عهد بالإسلام وكانوا من ذوى الشرف في أقوامهم فكان النبي صلىاللهعليهوسلم يعطيهم ، ليثبت إيمانهم ، وليدخل معهم في الإسلام أتباعهم.
ومن أمثلة ذلك ما فعله الرسول صلىاللهعليهوسلم مع الأقرع بن حابس وعيينة بن حصن ، والزبرقان بن بدر ، فقد أعطاهم صلىاللهعليهوسلم لمكانتهم في عشيرتهم ، ولشرفهم في أقوامهم. وليدخل معهم في الإسلام غيرهم.
ومنهم قوم كانوا ضعاف الإيمان ، فكان صلىاللهعليهوسلم يعطيهم تأليفا لقلوبهم ، وتقوية لإيمانهم. لكي لا يسرى ضعف إيمانهم إلى غيرهم.
ومن أمثلة هذا الصنف العباس بن مرداس السلمى ، فقد أعطاه النبي صلىاللهعليهوسلم تأليفا لقلبه ، وتثبيتا لإيمانه.
والخلاصة أن النبي صلىاللهعليهوسلم كان يتألف قلوب بعض الناس بالعطاء ، دفعا لشرهم ، أو أملا في نفعهم ، أو رجاء هدايتهم.
وقوله : (وَفِي الرِّقابِ) بيان لنوع خامس من مصارف الزكاة. وفي الكلام مجاز بالحذف ، والتقدير : وتصرف الصدقات أيضا في فك الرقاب بأن يعان المكاتبون بشيء منها