فقوله (يَتَوَلَّوْنَهُ) من الولي ـ بفتح الواو وسكون اللام ـ بمعنى القرب والنصرة وقوله : (وَالَّذِينَ هُمْ بِهِ مُشْرِكُونَ) أى : والذين هم بسبب الشيطان وإغوائه لهم ، مشركون مع الله ـ تعالى ـ آلهة أخرى في العبادة.
فالضمير في «به» يعود إلى الشيطان ، والباء للسببية.
ويرى بعضهم أن الضمير في «به» يعود على الله ـ تعالى ، وأن الباء للتعدية ، فيكون المعنى : إنما سلطان الشيطان على الذين يطيعونه ، والذين هم بالله ـ تعالى ـ مشركون.
قالوا ، والأول أرجح لاتحاد الضمائر فيه ، ولأنه هو المتبادر إلى الذهن.
وبذلك نرى الآيات الكريمة ، تأمر المؤمنين بأن يستعيذوا بالله من الشيطان الرجيم ، عند قراءتهم للقرآن الكريم ، كما نراها تبشرهم بأنه لا سلطان للشيطان عليهم ما داموا معتصمين بحبل الله ـ تعالى ـ ومنفذين لأوامره ، ومعتمدين عليه.
* * *
ثم حكى ـ سبحانه ـ بعد ذلك بعض الأقاويل التي قالها المشركون عن النبي صلىاللهعليهوسلم وعن القرآن الكريم ، ورد عليها بما يخرس ألسنتهم فقال تعالى :
(وَإِذا بَدَّلْنا آيَةً مَكانَ آيَةٍ وَاللهُ أَعْلَمُ بِما يُنَزِّلُ قالُوا إِنَّما أَنْتَ مُفْتَرٍ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ (١٠١) قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُوا وَهُدىً وَبُشْرى لِلْمُسْلِمِينَ (١٠٢) وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّما يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهذا لِسانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ (١٠٣) إِنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِآياتِ اللهِ لا يَهْدِيهِمُ اللهُ وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ (١٠٤) إِنَّما يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِآياتِ اللهِ وَأُولئِكَ هُمُ الْكاذِبُونَ) (١٠٥)