الاجتهادية. وإنما يقال ذلك فيما نص الله عليه. ويقال في المسائل الاجتهادية : إنى أكره كذا وكذا ونحو ذلك (١).
وقوله ـ سبحانه ـ : (إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللهِ الْكَذِبَ لا يُفْلِحُونَ) بيان لسوء عاقبتهم ، وخيبة مسعاهم.
أى : إن الذين يختلقون الكذب وينسبونه إلى الله ـ تعالى ـ لا يفوزون بمطلوب ، ولا يفلحون في الوصول إلى مأمول.
وقوله ـ تعالى ـ : (مَتاعٌ قَلِيلٌ) بيان لخسة ما يسعون للحصول إليه من منافع الدنيا ، وهو خبر لمبتدأ محذوف أى : متاعهم في الدنيا متاع قليل ، لأنهم عما قريب سيتركونه لغيرهم بعد رحيلهم عن هذه الدنيا.
ثم بين ـ سبحانه ـ سوء مصيرهم في الآخرة فقال : (وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ) أى : ولهم في الآخرة عذاب شديد الألم.
وشبيه بهذه الآية قوله ـ تعالى ـ : (نُمَتِّعُهُمْ قَلِيلاً ثُمَّ نَضْطَرُّهُمْ إِلى عَذابٍ غَلِيظٍ) (٢) وقوله ـ تعالى ـ : (وَمَنْ كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلاً ، ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلى عَذابِ النَّارِ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ) (٣).
ثم بين ـ سبحانه ـ بعد ذلك ، أن ما حرمه على اليهود من طيبات ، كان بسبب ظلمهم وبغيهم ، وأن رحمته ـ تعالى ـ تسع العصاة متى تابوا وأصلحوا ، فقال ـ تعالى ـ :
(وَعَلَى الَّذِينَ هادُوا حَرَّمْنا ما قَصَصْنا عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ وَما ظَلَمْناهُمْ وَلكِنْ كانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (١١٨) ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ عَمِلُوا السُّوءَ بِجَهالَةٍ ثُمَّ تابُوا مِنْ بَعْدِ ذلِكَ وَأَصْلَحُوا إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِها لَغَفُورٌ رَحِيمٌ) (١١٩)
__________________
(١) تفسير الآلوسى ج ١٤ ص ٢٤٨.
(٢) سورة لقمان الآية ٢٤.
(٣) سورة البقرة الآية ١٢٦.